الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المسؤول عن رعاية الأم المريضة

السؤال

أنا سيدة متزوجة، وليس لي أولاد، وعمري 50 سنة. ولدي أخوان متزوجان، ولهما أولاد في سن الشباب. ولنا أم كبيرة في السن بحاجة إلى الرعاية الدائمة. ونحن نقيم في مدن متباعدة، في إحدى البلدان الأوروبية، والمسافة بيني وبين بيت أمي 3 ساعات بالسيارة الخاصة.
وكان أخي يقوم على رعايتها، ويسكن معها في بيتها. وبعد ذلك حدثت مشكلة بين أخي وأمي، بحيث أصبح أخي خائفا على بناته من أن يفقدهن بسبب مشاكل أمي الدائمة والمتكررة، والتي قد تؤدي إلى سحب البنات من قبل الشؤون الاجتماعية في هذا البلد، حسب قوانينه.
وقد أقامت أمي عندي عند قدومها لفترة، ولكنها افتعلت المشاكل، وقامت بمحاولة الإيقاع بيني وبين زوجي، وعرضتنا للفضائح، مما جعل زوجي غير مستعد لقبول عودتها للعيش معي مرة أخرى.
والآن إخوتي يصرون على أن علي مسؤولية استضافتها في بيتي، ويقولون إنني الأولى باستضافتها منهم.
وهنا سؤالي: هل يجب علي استضافة أمي في بيت زوجي غير الراغب في وجودها في بيته، مع العلم أني لست متمكنة من اللغة بشكل يفي بالغرض، ولا أمتلك عملا أو دخلا، وأنا مسؤولة من زوجي ولا أملك سيارة خاصة، ولا أستطيع قيادة سيارة؛ وبالتالي سيؤثر ذلك على مراعاة أمي، ووضعها الصحي في المؤسسات الصحية والخدمية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق وأن بينا أن رعاية الأم كبيرة السن، التي تحتاج إلى رعاية، واجبة على جميع أولادها كل بحسبه، فنرجو مطالعة الفتوى: 127286، والفتوى: 148805.

وإذا لم يأذن لك زوجك بسكنى أمك معك، أو خدمتها، فحقه مقدم، كما أسلفنا بيانه في الفتويين السابقتين.

وليس صحيحا ما ذكره إخوتك من أنك أولى باستضافتها، ولو أمكنك إقناع زوجك بالسماح بسكناها معكم ورعايتك لها، كان أمرا حسنا، وإن ارتأى ذلك، كان له من الله الأجر العظيم.

وتجب رعاية أمك على الميسور من إخوتك، ولو باستئجار بيت لها مستقل، وخادمة مأمونة ترعاها، ولا يجوز تركها عرضة للضياع.

وبر الأم والإحسان إليها من أعظم القربات، ومن أجل الطاعات، ولذلك ينبغي أن يكون محل تنافس أبنائها، لا أن يتدافعوا ذلك. ولمزيد الفائدة، نرجو مطالعة الفتوى: 58735.

وإذا كانت الأم مؤذية لأولادها، وقد تختلق المشاكل، فينبغي مداراتها والصبر عليها، مع وجوب الحذر من الوقوع في عقوقها. فلا يجوز الإساءة إليها وإن أساءت، ولمزيد الفائدة، تراجع الفتوى: 439189.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني