الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا تخلص من المال الحرام طاب له بقية ماله

السؤال

لقد سألت حضرتكم العام الفائت عن زكاة مالي فيه بعضه حلال والآخر فيه شبهة حرام فكانت الإجابة بأن أزكي وأتوب إلى الله ففعلت، وأنا في هذا العام أريد أن أزكي مع العلم أنني لم أقرب أي مال حرام، فهل يجوز لي أن أزكي منه، وأن أقوم بعمرة؟ وهل مالي الذي بقي معي حلال ، ,أنا لا أعرف مقدار ما اكتسبت من مال غير لائق _ هذا الكل أخذته عن طريق بيع وشراء
مع خواص أثناء أداء مهامي بالشركة التي أعمل بها -
و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالشخص إذا حصل بيده مالا حراما كالمسروق والمغصوب ونحوها وجب عليه رده إلى صاحبه أو إلى ورثته، فإن تعذر رده إليهم أو كان هذا المال من مكسب حرام، فسبيله أن ينفق في أوجه الخير ومصالح المسلمين كالفقراء والمساكين والمحتاجين، وإذا جهل الشخص مقدار هذا المال، فإنه يخرج ما يغلب على ظنه ويتيقن براءة ذمته به، فإذا فعل ذلك، فقد برأت ذمته وطابت له بقية ماله، وما بقي له من المال حلال يعامل معاملة المال الحلال، فيتصرف فيه نفقة وأكلا وشربا وبيعا وشراء، ويحج به ويعتمر، ويخرج منه الزكاة إن كان نصابا بنفسه أو بما انضم إليه من أموال أخرى تجتمع معه في الأصل وحال عليه الحول، المهم أنه بعد تخلصه من القدر الحرام يصير مالا حلالا طيبا كغيره من الأموال التي هي حلال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني