الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخطأ في الترجمة وعدم تعديلها

السؤال

هل يحاسب ويأثم المترجم على أخطائه في الترجمة من وإلى العربية، سواء في أثناء التعليم والامتحان، أم في سوق العمل؟ وإذا كان آثمًا، فهل يصل الأمر للكفر؟ وإذا كان الأمر غير ذلك، فما حكم عدم تعديل تلك الأخطاء بعد معرفتها: هل يصل الأمر للكفر أم الإثم دون كفر، أم دون إثم وكفر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الخطأ مرفوع إثمه عن هذه الأمة؛ فضلًا من الله ورحمة، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، قال ابن كثير في تفسيره: فإن الله قد وضع الحرج في الخطأ، ورفع إثمه، كما أرشد إليه في قوله آمرًا عباده أن يقولوا: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [البقرة:286]، وثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: قد فعلت". وفي صحيح البخاري، عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب، فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ، فله أجر"، وفي الحديث الآخر: "إن الله رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما يكرهون عليه". اهـ.

فلا إثم عليك فيما أخطأت في ترجمته.

وأما تعديل الأخطاء بعد الترجمة: فإن كانت تترتب على الترجمة الخاطئة مفسدة، كتحريف حكم شرعي مثلًا، أو ضرر على أحد، وأمكن التعديل والتدارك؛ فإنه يجب في هذه الحالة؛ من باب النصيحة، وتغيير المنكر.

وأما في غير هذه الأحوال، فلا يظهر ما يوجب تعديل الترجمة الخاطئة، وانظر للفائدة الفتوى: 230695.

وننصحك بالإعراض عن الوساوس، وتجاهلها. وراجع في علاج الوسوسة الفتوى: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني