الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز الاقتراض بالربا للزواج والتخلص من رؤية الأفلام الإباحية والاستمناء؟

السؤال

ابتليت بمشاهدة الأفلام الإباحية والعادة السرية، وأجاهد نفسي حتى يتوب الله علي، ولكن أنتكس وأرجع للمشاهدة مرة أخرى.
هل أقترض لأتم الزواج وأدخل في حالة الضرورة. أم يكون هذا من الربا المحرم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك مشاهدة الأفلام الإباحية، فاتق الله كف عن ذلك. وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يعالج به المرء شهوته إن لم يقدر على الزواج بأن يكثر من الصوم؛ لأنه يكسر حدة الشهوة، فقال: يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة، فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. متفق عليه.

والصوم يورث الخشية، وتقوى الله عز وجل، فأكثر منه ما استطعت، وتجنب الأسباب التي تدعوك إلى مشاهدة تلك المحرمات وتضعف فيها نفسك فيتمكن الشيطان منك، ويستعملك فيما يريد ومن ذلك: الخلوة وتصفح المواقع، والتفكير فيما يثير الشهوة. واشغل نفسك بالحق وجاهدها على العمل الصالح، فكل ذلك مما يعينك بإذن الله.

ثم إن الزواج لمن أراد التعفف عن الحرام قد لا يستلزم المال الكثير، فمن النساء من لا تريد غير زوج يعفها عن الحرام، ولا تريد المال ولا غيره.

وعلى كل، فالاقتراض إن كان اقتراضا بالربا فهو أعظم إثما من النظر إلى الحرام. وما ذكرته لا يبيح الإقدام عليه، ولعل ذلك من حيل الشيطان إذ أوقعك في النظر إلى الحرام، ويريد التدرج بك إلى ما هو أعظم إثما وأفدح جرما، فإياك أن تنساق لما يزينه لك، فقد تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {البقرة:268}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني