الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غادر بيت أمك حفاظاً على دين وخلق أسرتك

السؤال

أنا شاب متزوج منذ 3 سنوات تقريباً أسكن في بيت مع كل من أبي وأمي وأخي المتزوج والأب لبنت، وأختين في سن الزواج وربما تعدتاه، المشكل أن البيت يعج بالمنكرات فهناك الاختلاط فأنا أرى زوجته كل يوم وهو كذلك -أي أخي- لا بد أن يلتقي بزوجتي في إحدى غرف البيت رغم ابتعادها قدر المستطاع، كما أن هناك كثرة المعازف الموسيقى والأفلام وما يتبع ذلك من مشاكل، ناهيك عن كثرة المشاكل بين زوجتي وأختي التي تكدر العيش وتجعل البيت خلية مشاكل، وقد صار في استطاعتي فتح بيت خاص بي ولله الحمد، لكن المشكل أن أمي ترفض تماماً هذه الفكرة وتقول لي ستبقى في البيت مع إخوتك وعندما أموت أفعل ما بدا لك، وعندما أذكر لها تلك المنكرات تستهزيء بي وكذلك أخي الذي لا يصلي عندما أخبرته برغبتي في تأسيس بيت بعيداً عن التلفاز والدش والموسيقى وأن أربي أبنائي تربية إسلامية استهزأ بي وقال لي أنت ستترك أمر والدتك من أجل هذا، وأقول له أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ويعتبرني متزمتا ومريضاً أرجو أن تنيروا لي الطريق وتوجهوني إلى ما فيه الخير لي في ديني ودنياي، وأزيدكم أن أمي صارت تهدد زوجتي بتطليقنا ولو باستعمال السحر والعياذ بالله، وهذا سبب لزوجتي الأرق رغم أنني أنصحها بالتوكل على الله وأذكرها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي فيه لو أن الأمة اجتمعت ليضروك بشيء... أرجو أن تسرعوا في توجيهي فأنا في ضيق وغم وأريد رضا الله تعالى، وله الأمر من قبل ومن بعد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنحن مع الأخ السائل في أن وجوده في هذه البيئة يعود بالضرر عليه وعلى زوجته وأولاده، ذلك أن معايشة المعاصي والمنكرات تظلم القلب وتضعف الدين وتجر إلى الفتنة، وينشأ الأولاد عليها فتعتادها قلوبهم ويصعب عليهم التخلص منها بعد ذلك، فهذه مفسدة ظاهرة، والمصلحة الخروج من هذا البيت وتقابل ذلك مفسدة عصيان الأم وإغضابها، وإذا نفذت هذه الأم ما تهدد به من تطليق زوجتك عن طريق السحر، فهذه مفسدة عظيمة أيضاً فإن السحر والتعامل به كبيرة عظيمة وإثم مبين.

فالذي ننصح به الأخ الكريم أن يبذل جهده في سبيل إقناع أمه بأن تتركه يخرج من المنزل ليستأنف حياة تقوم على طاعة الله عز وجل، فإذا نجح في ذلك فقد ظفر برضا أمه وجنبها الوقوع في معصية السحر والتعامل به، وإن أخفق في هذا فالنصيحة أن تغادر البيت حفاظاً على دينك وخلقك ودين أهلك وخلقهم والذين ستسأل عنهم أمام الله عز وجل، وفي الحديث: الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته... رواه البخاري.

وليس عليه إثم من جهة مخالفته أمر أمه في عدم المغادرة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى، وفي الحديث: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني