الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة المرأة التي ترى الصفرة طيلة الشهر

السؤال

أنا فتاة أعاني من مشكلة اضطراب الدورة الشهرية، وأخذت حبوبًا لتنظيمها، لكن بعد هذه الحبوب تنزل مني صفرة بعد الطهر لا تنقطع، أي أنها مستمرة طول الشهر -في الدورة، وبعدها-، وهي تظهر بصورة شبه مستمرة في اليوم، فأراها في المغرب، والظهر، والعصر أحيانًا.
أنا موسوسة في الوضوء، وأمكث طويلًا في دورة المياه -أكرمكم الله- وفي الوضوء، والصلاة أيضًا، ويشقّ عليّ أن أتحفّظ، وأستنجي من هذه الصفرة لكل صلاة.
وأنا أعاني عندما أريد الخروج؛ لأني لا أستطيع حفظ طهارتي منها، ويشق عليّ التحفّظ منها، ويشق عليّ الوضوء والاستنجاء خارج المنزل، فأتطهّر قبل الخروج، فتنزل الصفرة، فهل أنا مصابة بسلس؟ وأنا لا أستطيع تحديد وقت انقطاعها بالضبط، فهي تنقطع تارةً، وتنزل تارةً، مع العلم أنها شبه منتظمة، أي أني أراها في المغرب دائمًا، أو كثيرًا، وأراها في الظهر أيضًا، أي أني أراها في كل فرض تقريبًا، فهل يجوز لي الصلاة بوضوئي عند خروج الصفرة؟
وأنا دائمًا بعد انتهاء صلاة المغرب -وغالب ظني أنها تنزل في هذا الوقت- أذهب لأتحقق، فلا أجد شيئًا، فأصلي، وأثناء الصلاة أشعر بشعور حقيقي بخروجها، مع أنها لا تخرج في ذلك الوقت حسب ظني، فهل حكمي حكم المستحاضة أو صاحب السلس؛ لأني لم أعد أعلم وقت انقطاعها ونزولها؟ وهل يجوز لي الجمع إذا اضطررت، أو خرجت من المنزل، وخشيت انتقاض وضوئي؛ لأني موسوسة في الوضوء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ترينه من صفرة ملازمة طيلة الشهر، يعدّ استحاضة.

فعليك أن تغتسلي بعد انقطاع الدم، ولا تَعُدّي شيئًا من هذه الصفرة حيضًا -ما دام الحال كما وصفت-.

ثم إن كان زمن انقطاع هذه الصفرة غير معلوم، بأن كان ينقطع تارة ولا ينقطع أخرى، ويطول انقطاعه تارة ويقصر أخرى- كما هو الواضح من السؤال-؛ فإنك تعدّين من أصحاب الحدث الدائم.

فعليك -فيما نفتي به- أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلي بهذا الوضوء ما شئت من الفروض والنوافل؛ حتى يخرج ذلك الوقت.

ولك عند بعض الفقهاء أن تجمعي بين الصلاتين، وانظري الفتوى: 136434.

ولا ينتقض وضوء صاحب الحدث الدائم -عند المالكية- إلا أن يحدث باختياره، وهو قول قوي، لك أن تعملي به عند الحاجة، كما هو مبين في الفتوى: 141250.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني