الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تطهير الثوب المصبوغ المتنجس

السؤال

اشتريت بنطالا أسود من الصوف، فلما لبسته لاحظت أنه مصبوغ بشدة بالسواد، حتى أن اللون الأسود صار ينتقل لبقية ملابسي عندما لبسته، وبعد ذلك غسلته مع بعض الملابس السوداء في الغسالة الأتوماتيك، وفي إحداها نجاسة، وكنت قد قرأت سابقا عن جواز ذلك، وأنها تطهر بهذه الطريقة.
ولكن اللون الأسود سينتقل لبقية الملابس بسبب الصبغ، لذلك قمت بغسيل تلك الملابس مرتين بالغسالة الأتوماتيك حتى أضمن أن الصبغ قد زال، وأن الملابس تطهرت بماء صافٍ غير متغير بالسواد، ولكني نسيت -بعد أن أخرجت الملابس ونشرتها- نسيت أن أنظر في آخر غسالة ماء خرجت من الغسّالة هل كانت صافية؟ أم ما زالت متغيرة باللون الأسود؟ حتى أضمن طهارة الملابس.
فما هو حكم تلك الملابس هل طهرت؟ أم يجب عليّ إعادة غسلها، والتأكد من أن الماء انفصل عنها صافيا غير متغير؟
جزاكم الله خير الدنيا والآخرة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن ملابسك المتنجسة إذا وضعت في الغسالة مع ثياب طاهرة، فإن الجميع يطهر إذا حصل يقين، أو غلبة ظن بكون النجاسة قد ذهبت، ولم يبقَ لها أيّ أثر، كما سبق في الفتوى: 365095. وهي بعنوان" الملابس المتنجسة إذا وضعت مع أخرى طاهرة في غسالة".

أما ما ذكرت من تغير الماء بصبغ ثوبك، فهذا لا تأثير له إذا علمت أن تغير الماء بالصبغ، وليس بالنجاسة -كما هو الظاهر-.

قال الحطاب المالكي في مواهب الجليل أثناء الحديث عن غُسالة الثوب المتنجس (ما يسيل منه بعد غسله): وأما إذا كان تغيرها (الغُسالة) بصبغ في الثوب، وبولغ في غسل النجاسة، حتى غلب على الظن أن التغير إنما هو من الصبغ؛ فينبغي أن يحكم بطهارتها، وإن كانت متغيرة. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني