الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسقط حقوق الآدمي بالتصريح بالمسامحة

السؤال

ظلمت شخصا وضربته منذ مدة، ثم حدثته على الماسنجر لكي أعتذر منه، لكن أثناء حديثي قلت له: أنا أعمل بروسيا، والوضع جيد، وتستطيع أن تأتي سياحة، أو للعمل هنا، وممكن أن أفتح عيادة، وتعمل عندي.
ثم ذكرت له مظلمته عندي، وسامحني عليها، وأنا لم أشترط أن يسامحني لكي يعمل عندي. ثم سألته هل سماحك لي مشروط بشيء؟ فأجابني: لا، غير مشروط.
ثم قلت له: لكن هنا العمل صعب، وأفضل لك أن تقدم للسفر إلى كندا، لكن إذا فتحت أنا عيادة ستعمل معي، ثم قلت له: هل أسقطت حقك عني؟ فقال لي: نعم، أسقطت حقي. هل يكون حقه قد سقط؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما دام الرجل قد صرّح لك بمسامحتك، وتحليلك من حقِّه؛ فقد سقط حقُّه. قال البخاري -رحمه الله- في صحيحه: باب إذا حلله من ظلمه، فلا رجوع فيه. انتهى.

لكن عليك التوبة إلى الله -عز وجل-. قال ابن القيم -رحمه الله- في مدارج السالكين: قالوا: ولأن في هذه الجناية حقين: حقا لله، وحقا للآدمي، فالتوبة منها بتحلل الآدمي لأجل حقه، والندم فيما بينه وبين الله لأجل حقه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني