الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اللعب بالألعاب المشتملة على تعدد الآلهة

السؤال

انتشرت الألعاب التي فيها تعدد آلهة، وهذه الشخصيات تسمّى بأسماء لا تحمل في ذاتها معنى كفريًّا -(venti) التي تعني رياح، أو (fu hua) التي تعني حضانة-، فهل النطق بهذه الأسماء يخرج من الملة؛ خصوصًا إذا نطقها بغير حاجة شرعية، مع اعتقاد بطلان معتقداتهم؟ وهل ينطبق الأمر على أسماء آلهة الإغريق -كزيوس، وغيره-؟ وإذا بحث شخص عن أنمي به لفظ: "god" في محرك البحث، فهل يكفر بذلك؟ وشكرًا جزيلًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز اللعب بالألعاب المشتملة على ما يزعمون أنه آلهة، ونحو ذلك مما يقدح في العقيدة الإسلامية؛ فاللعب بها من جنس شهود مجالس الكفر، وقد نهى الله سبحانه عن ذلك، فقال: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ {النساء:140}، قال القرطبي في تفسيره: (فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) أي: غير الكفر (إنكم إذن مثلهم)؛ فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي، إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم؛ فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عز وجل: (إنكم إذن مثلهم)، فكل من جلس في مجلس معصية، ولم ينكر عليهم؛ يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية، وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم؛ فينبغي أن يقوم عنهم؛ حتى لا يكون من أهل هذه الآية. اهـ

لكن مجرد لعبك بتلك اللعب، والبحث عن التفاصيل، ليس كفرًا؛ فظاهر من حالك أنك تكره تلك الكفريات، وتنكرها، ولا ترضى بها، قال السمعاني في تفسيره: وما حكم القعود معهم؟ أما إذا قعد معهم، ورضي بما يخوضون فيه؛ فهو كافر مثلهم، وهو معنى قوله: {إنكم إذا مثلهم}، وإن قعد، ولم يرض بما يخوضون فيه؛ فالأولى أن لا يقعد، ولكن لو قعد كارهًا؛ فلا يكفر. اهـ.

وكذلك مجرد النطق بأسماء الآلهة، أو غيرها؛ لا إثم فيه، ولا يخرج من الملة، قال ابن مفلح في الفروع: ولا يكفر من حكى كفرًا سمعه، ولا يعتقده، ولعل هذا إجماع. اهـ.

وننصحك بالإعراض عن الوساوس، وتجاهلها، والسعي في علاجها. وراجع الفتوى: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني