الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل صلة الأقارب والصبرعلى أذاهم

السؤال

عند توزيع الميراث بين أبي وإخوته، أجبرته جدتي على تزويج أخواته بمال ميراثه، وتجهيز البيت بماله. وعندما أكلت إحدى إخوته مال الأخرى، أصرت الأخرى على أن تأخذ حقها من مال أبي لا ممن أكلت منها. وأبي ربما سامحهن وعفا عن ذلك.
وقد وجدت من أخواته من تأكل الربا وتزور الأوراق ولا تبالي، وقد اعتدى ابنها علي جنسيا عندما كنا نلعب، ووجد الأخرى لا تصلي -على أغلب الظن- وتخرج ابنتها بملابس غير محتشمة، وتسأل ابنها عن صديقته. والثالثة وجدتها لا تنكر المناظر العارية، وتخرج ابنتها غير محتشمة.
وعندما علمت منهن ذلك كرهتهن وشق علي صلتهن إلا برسائل الواتس، وفضلت الابتعاد عنهن لما أكلنه من مال أبي.
فهل يكفي ويجزئ صلتهن بالواتس أو الرسائل، علما أني لا أتقبل التحدث أو التعامل معهن بتاتا ولو قمت بصلتن إلا أن أصلهن بالرسائل لشق علي الأمر وربما أتركه، أو أصنع مشكلة معهن، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان عماتك المذكورات وبعض أبنائهن وبناتهن على الحال التي ذكرت، فهم مسيئون بذلك، وكراهيتك لما هم عليه من منكر علامة خير فيك ودليل إيمان، فالمؤمن أو المؤمنة يغار إذا انتهكت حرمات الله.

وإن أمكنك الصبر عليهم وصلتهم بالزيارة ومناصحتهم بالحسنى، فهذا أولى وأفضل. روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: « لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك».

فإن قمت بذلك، فنرجو أن يسوق الله تعالى الخير إليهم على يديك، وفي ذلك من عظيم الثواب ما فيه، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي -رضي الله عنه-: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

وإن خشيت على نفسك ضررا في دين أو دنيا، فلا حرج عليك في عدم صلتهم بالزيارة، والاكتفاء بصلتهم بما هو ممكن، ومن ذلك ما ذكرت من رسائل الواتساب، مع تأكيدنا على النصيحة والسعي في الإصلاح، والواتساب وسيلة جيدة ونافعة.

وانظر الفتوى: 309286، ولا تنس أن تكثر من الدعاء لهم بخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني