الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لقيتها امرأة فتكهنت أنها معمول لها عمل فماذا تصنع؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم..
أما بعد .. الصلاة و السلام على نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .. أما بعد .. لدي أمر آخر وأريد من سيادتكم الفاضلة التكرم .. في الإجابة إن أمكن ..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
منذ اشهر .. كنت ذاهبة إلى السوق مع أهلي.. فاستوقفتنا امرأة .. لا نعرف عنها شيئا... أتت إلي و قالت " أنت تعانين من مشاكل من مدة ثلاث سنوات.. وكان يأتيك النصيب .. و لكن هنالك امرأة و ابنتها قد قامتا بعمل .. سحر.. بحيث يهربون الرجال منك .. رغم أنك مرغوبة و محبوبة لدى الرجال... إن أردت أن أفك السحر عنك .. ماذا تعطين لوجه الله؟!"..
هنا لم أفهم أنها كانت تريد المال.. كنت أعتقد أنه لوجه الله .. لله فقط.. و ليس للناس... لذا قلت لها "صيامي"... ثم أعادت علي السؤال.. فكررت لها الجواب نفسه .. و لم أحدد مدة الصيام .. فلقد كان إيماني قويا جدا .. وأعتقد و في قرارة نفسي .. أن الصيام و قراءة القرآن هما أعظم الأشياء.. ومن ثم ذهبت عني.. واختفت .. و لم أفقه من الحديث شيئا!!!...
السؤال هو .. هل علي الصيام .. وإن كان علي .. إلى أي أجل!! حقا لا أعلم ... وإن كنت مسحورة .. فما الحل... فأهلي غير مقتنعين .. بالموضوع .. و غير ذلك تلك المرأة ذكرت أسماء أفراد العائلة .. يعني أنه ربما أنها تعلم شيئا .. و لكن ما أدراها .. و كيف سبحان الله ..
اعذروني على طول سؤالي.. و لكنني وجدت الموقع جيدا .. لأن لدي تساؤلات عدة فأتمنى أن تيسروا على أختكم المسلمة ..
جزاكم الله خيرا ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته لك هذه المرأة هو نوع من الكهانة وادعاء علم الغيب، فلا يجوز لك تصديقها فيما أخبرت به أو بناء شيء من الأحكام على الناس بسببه، روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة والحسن رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"، بل لا يجوز لك الذهاب إليها، ولو لمجرد السؤال، روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوما. وعلمها بأسماء بعض الأفراد من العائلة، إما أن يكون قد تم على سبيل الاحتيال بمعرفة ذلك من بعض عملائها، أو باستخدام الجن، وقد سبق أن بينا أن تأخر الزواج لا يلزم أن يكون بسبب السحر، وراجعي الفتوى رقم: 26543 ، ثم إنه لو ثبت أن هنالك نوعا من السحر، فقد جعل الله عز وجل لذلك دواء، راجعيه في الفتوى رقم: 1858 ، والفتوى رقم: 14231.

وبخصوص الصيام، فإنه لا يلزمك، لأنك علقت ذلك بحصول أمر، وهو لم يتحقق، بل إن أمر إصابتك بالسحر غير مؤكد أصلا، والنذر إذا علق على شيء فلا يجب الوفاء به حتى يقع ما علق عليه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 17463.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني