الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة بالثوب الذي عليه آثار المني عند المالكية

السؤال

إذا احتلم شخص في ثياب، وجفّ المني، وغسله بالماء مرات، وفركه، وزالت رائحته، وزال جرمه، لكن بقي أثره على الملابس بعد غسله مرات، وفركه جدًّا مع صبّ الماء عليه، فهل يمكنني الصلاة بهذا الثوب عند المالكية؟ وما حكم صلواتي التي صليتها به؟ وهل يجب عليّ غسله بالصابون أيضًا؛ لكي يزول أثره؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فبقاء أثر المني بعد زوال عينه بالفرك والغسل؛ معفو عنه، وتكون صلاتك بالثوب الذي بقي فيه أثر المني صحيحة، ولا يجب عليك غسل أثر المني بالصابون، أو نحوه، جاء في منح الجليل على مختصر خليل لمحمد عليش المالكي: (لا) يشترط زوال (لون، وريح عسرا) أي: اللون، والريح؛ فيطهر المحل مع بقائهما به، كمصبوغ بصبغ نجس. ولا يجب أشنان، ولا صابون، ولا تسخين لإزالة اللون، أو الريح المتعسر، فإن لم يعسر زوالهما؛ فهو شرط في طهارة المحل. اهـ

والراجح من مذهب المالكية هو نجاسة المني، جاء في حاشية البناني على شرح الزرقاني لمختصر خليل المالكي: وكون المني نجسًا قال في التوضيح: لا نعلم فيه خلافًا، وحكى ابن فرحون فيه الخلاف عن صاحب الإرشاد. اهـ

ولكن القول المفتى به عندنا هو طهارة المني، كما سبق في الفتوى: 63403.

وقد تبين لنا من بعض أسئلتك السابقة أن لديك بعض الوساوس، وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني