الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استمروا في بر والدكم مهما أساء

السؤال

أبي مصاب بمرض الوسواس القهري ويشك في كل أحد وخاصة أمي البالغة من العمر 72 سنة، وهو لا يتوانى عن سبها بألفاظ يستحي منها من لديه أقل حياء أمامنا ولو يجد فرصة فيمكن أن يضربها، ولذلك نحاول أن ندافع عنها بكل الوسائل، ولذلك ينالنا كثير من الأذى يصل بنا أحيانا إلى المستشفى ويعتبرنا أعداء له، ونحن لا نريد أن نخسر آخرتنا، والسؤال هو: 1- كيف نستطيع أن نبره وهو لا يعطي لنا هذه الفرصة وجميع من يعرفنا يعرف مدى معاناتنا معه؟
2- أمي قل صبرها فهي أحيانا تصيح فيه وأحيانا تتلفظ ببعض الألفاظ وهي تحكي لنا عن ظلمه لها طول حياتها معه، فهل تكون قد فقدت ثوابها وهي التي تحملته59 سنة هي مدة زواجهما على الرغم من أنها تشعر بالندم بعد أن يذهب غضبها وتذكيرها بآخرتها؟ وجزاكم الله خيراً، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح أباكم وأن يصلح ذات بينكم، وأن يخلف علينا وعليكم بخير، واعلمي أن حق الوالدين في الإسلام عظيم، فبرهما من أعظم القربات، وعقوقهما من أعظم المنكرات، فالذي ننصحكم به هو أن تستمروا في البر والإحسان إلى والدكم والصبر عليه مهما كان منه من إساءة، وحاولوا أن تبينوا له -بالرفق واللين والتي هي أحسن- أن ما يفعله غلط، وأنه يجب أن يحسن أخلاقه معكم ومع والدتكم، وأن عليه أن يبعد عنه الوساوس ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وراجعي الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 30004.

وأما عن والدتكم فإننا ننصحها بأن تواصل الإحسان إليه والصبر عليه، وأن تضبط نفسها عند الغضب وأن تعذر والدكم لما ذكرتم من إصابته بالوسواس القهري، وقد صبرت الكثير فلم يبق إلا القليل، والدنيا مهما طالت هي قليل، نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني