الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوقعات بناء على سلوك حيوان ما هل هو من ادعاء الغيب

السؤال

هناك قناة على اليوتيوب تعلم الإنجليزية، وفي أحد الفيديوهات كان الأستاذ يخبر بقصة عن حيوان في أمريكا يسمونه: جرذ الأرض.
وهم ينتظرونه ليخرج من الأرض في فصل الشتاء. فإن خرج من حفرته ثم عاد، فهذا يعني لهم أن فصل الربيع بعيد. وإن لم يعد لحفرته، فهذا يعني لهم أن فصل الربيع قريب.
وأخبرنا أن توقعاته أغلبها تكون خاطئة، وأغلب الناس في أمريكا الذين يشاهدون هذا الحيوان يعلمون ذلك.
في آخر الفيديو طلب منا الأستاذ -وهو مسلم- أن نقرأ نصا بصوت عال؛ لتحسين لغتنا الإنجليزية، وقد كتبت فيه جمل مثل: "في هذا اليوم هناك حيوان يخبر عن المستقبل" و "إن خرج من حفرته ولم يعد، هذا يعني أن فصل الربيع قريب" وأظن أن النص من تأليف الأستاذ.
فما حكم قراءة ذلك النص بصوت مرتفع؟ هل هو نص كفري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس هذا النص كفرا، وليس فيه ادعاء لعلم الغيب، ويمكن حمله على أنه إخبار عن قدرة جعلها الله -تعالى- في هذا الحيوان. يمكنه من خلالها أن يتوقع قرب دخول فصل الربيع، وهذا التوقع لا يلزم بالضرورة أن يكون صوابا.

وقد أخبركم هذا الأستاذ: (أن توقعاته أغلبها تكون خاطئة، وأغلب الناس في أمريكا الذين يشاهدون هذا الحيوان يعلمون ذلك) كما جاء في نص السؤال.

فالمسألة لا تعدو الاحتمال أو التوقع، بناء على سلوك هذا الحيوان. ولا ينكر أن يجعل الله لبعض أنواع الحيوان قدرة على ما يعجز عنه غيره.

ومن ذلك ما ذكره الدميري عن النحل في (حياة الحيوان) فقال: هو حيوان فهيم ذو كيس وشجاعة، ونظر في العواقب، ومعرفة بفصول السنة، وأوقات المطر. اهـ.
وقال عن الهدهد: يذكر عنه أنه يرى الماء في باطن الأرض، كما يراه الانسان في باطن الزجاجة. اهـ.
والمقصود أن عبارة: (في هذا اليوم هناك حيوان يخبر عن المستقبل) لا يلزم منها ادعاء علم الغيب، لاحتمال معناها لما سبقت الإشارة إليه. وقراءة النص على هذا المعنى لا تحرم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني