الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلفه مديره بأمر غير مؤهل فيه بشكل كاف... الحكم .. والواجب

السؤال

أعمل في شركة تدريب كمدرب، يريد مديري تكليفي بتدريب متدربين على برنامج تدريبي لا أمتلك فيه خبرات عملية، وغير مؤهل فيه بالشكل الكافي.
سؤالي: هل يجب علي شرعا إخبار المدير أنني لست مؤهلا بشكل كاف لإعطاء البرنامج؟
وهل إذا أخبرت مديري بذلك، وأصر على تسجيل متدربين وتدريبهم، يعتبر ذلك غشا للمتدرب، وفيه نوع من الظلم عليه؟
وإذا كان كذلك. هل يلحقني إثم كمدرب، أم يذهب الإثم عني، طالما أني قد أخبرت مديري بذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا لم تك كفئا للتدريب المطلوب، فعليك بيان ذلك للمدير. فهذا من النصيحة الواجبة، ومن الأمانة الواجب أداؤها، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}.
قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: الأمانات كل ما ائتمن عليه الإنسان، وأمر بالقيام به. فأمر الله عباده بأدائها أي: كاملة موفرة، لا منقوصة ولا مبخوسة، ولا ممطولا بها، ويدخل في ذلك أمانات الولايات، والأموال والأسرار؛ والمأمورات التي لا يطلع عليها إلا الله. انتهى.
وإذا أعلمت مديرك بأنّك لا تصلح للقيام بالتدريب المطلوب، فأصرّ على تكليفك بهذا التدريب؛ فلا تجوز لك طاعته في ذلك.

وإذا أطعته وقمت بالتدريب مع كونك غير كفء؛ فعليك الإثم وعلى مديرك، لما في ذلك من الغش للمتدربين.
أمّا إذا كان المدير يعلم منك الكفاية للتدريب المطلوب، وأنّك تظنّ بنفسك خلاف ذلك تواضعا ونحو ذلك؛ ففي هذه الحال؛ يجوز له تكليفك بالتدريب ولا إثم عليكما.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني