الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إظهار الهاء من لفظ الجلالة في التكبير وغيره يسير

السؤال

في فتوى 334180 قرأت بأنه لا بد من نطق الهاء، وفي فتوى أخرى قلتم إن هناك اختلافا بين العلماء في صحة ذكر اسم الله بدون الهاء.
فهل يجوز لي الأخذ بذلك القول تبعا لمن يرى صحة تكبيرة، ويمين، وذبيحة من يحذف الهاء من اسم الله، وخصوصا بأنني موسوسة، وأمرضني هذا الوسواس لمدة تزيد عن 15 سنة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك من الوسوسة.

واعلمي أن علاج الوسوسة ليس في تتبع الفتاوى، والبحوث الفقهية، بل علاج الوسوسة هو بالإعراض عنها، وتجاهلها، والسعي في علاجها بمراجعة المختصين النفسيين. وانظري الفتوى: 271810.

نعم ذكر بعض العلماء أن الموسوس يشرع له الأخذ بأخف الأقوال وأيسرها؛ لئلا يزداد به الوسواس.

جاء في تحفة المحتاج في شرح المنهاج للهيتمي: وفي الخادم عن بعض المحتاطين: الأولى لمن بلي بوسواس الأخذ بالأخف والرخص؛ لئلا يزداد، فيخرج عن الشرع. اهـ.

وأما بخصوص مسألة حذف الهاء من لفظ الجلالة: فإن تحقيق الهاء من لفظ الجلالة يسير جدا، ولا مشقة فيه أصلا، ولا يحتاج إلى التماس رخصة.

وعامة العلماء على عدم صحة الصلاة وغيرها مع حذف الهاء من لفظ الجلالة، لكن ذكر بعض العلماء خلافا في ذلك، كما نقلناه في الفتوى: 254920.

وفي كلام بعض متأخري الحنفية أن الخطأ إذا دخل في الحروف لا يفسد الصلاة، إذا كانت فيه بلوى عامة بين الناس، كما سبق في الفتوى: 60642.

ولا ينبغي التساهل في تحقيق الهاء بحجة وجود خلاف في صحة الصلاة بإسقاطها ! بل ينبغي أن يكون الخلاف في الصحة موجبا للاحتياط، والحرص على تحقيق الهاء، مع اجتناب المبالغة، والبعد عن الوساوس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني