الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل بتذوق الأدوية المحتوية على كحول

السؤال

أنا أعمل مساعد صيدلي بشركة تصنيع أدوية. ومطلوب مني في الشغل أن أتذوق بعض أنواع الدواء، والبعض منها يحتوي على نسبة كحول تتراوح بين ما ٢٠ إلى ٥٠%، ونوع الكحول المستخدم إيثانول ٧٠%.
وهذا فحص تذوق روتيني، وأنا مجبر عليه. وأنا مسؤول عن هذه العملية؛ لأن الدواء لا تتم عملية تصنيعه بتخطي مرحلة التذوق.
ما حكم تذوق قطرة إلى قطرتين منه؟ وقد يتراوح عدد القطرات بسبب أنه قد يكون هناك أكثر من دواء من المفروض فحصه، وإطلاقه في السوق في اليوم الواحد.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فدخول الكحول في صناعة بعض الأدوية لا يقتضي الحكم بالحرمة هكذا بإطلاق، فقد خلصت الندوة الفقهية الطبية التاسعة، إلى أن المواد الإضافية في الغذاء والدواء التي لها أصل نجس أو محرم، تنقلب إلى مواد مباحة شرعا بإحدى هاتين الطريقتين: الاستحالة، والاستهلاك. والاستحالة يعبر عنها في المصطلح العلمي الشائع، بأنها: "كل تفاعل كيميائي، يحول المادة إلى مركب آخر".

فإذا استحال الكحول بعد دخوله في تصنيع الدواء، فلا يبقى له حكم.

وكذلك إن كان هذا الدواء لا يسكر كثيره، فقد زالت عنه علة تحريم الكحول، ويجوز شربه فضلا عن تذوقه.

وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى: 382135، 118067، 188401، 294886.

وهنا ننبه الأخ السائل على أن من أهل العلم من يفرق في الحكم بين الخمر، وبين الكحول المنتج بطرق صناعية بعيدا عن الخمر.

وراجع في تفصيل ذلك الفتوى: 420430.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني