الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إخفاء الصيام عن الأهل والأصدقاء

السؤال

هل يجوز إخفاء صيام التطوع عن الأهل من زوجة أو أم أو أخت ,وفي صورة عدم الجواز فكيف أتصرف حتى لا يطلع على صيامي إلا الله. وفي حالة دعوتي إلى الأكل أو الشرب من طرف أحد الأصدقاء وأنا صائم صيام التطوع فكيف أرد عليه بدون إعلامه بصيامي. والله المستعان

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمستحب عند أهل العلم إخفاء الطاعة كالصوم وغيره، ما لم تدع حاجة إلى إظهاره، وبالتالي، فيستحب لك إخفاء الصوم عن أهلك، إلا إذا دعت حاجة للاطلاع عليه.

أما بخصوص الدعوة إلى الطعام، فلا حرج عليك في إظهار كونك صائما، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم، فليقل: إني صائم. رواه مسلم وغيره.

قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم:

فليقل إني صائم: محمول على أنه يقول له اعتذارا له وإعلاما بحاله، فإن سمح له ولم يطالبه بالحضور، سقط عنه الحضور، وإن لم يسمح له وطالبه بالحضور، لزمه الحضور، وليس الصوم عذرا في إجابة الدعوة، ولكن إذا حضر لا يلزمه الأكل، ويكون الصوم عذرا في ترك الأكل... إلى أن قال: وأما الأفضل للصائم، فقال أصحابنا: إن كان يشق على صاحب الطعام صومه، استحب له الفطر، وإلا فلا، هذا إذا كان صوم تطوع، فإن كان صوما واجبا حرم الفطر.

وفي هذا الحديث أنه لا بأس بإظهار نوافل العبادة من الصوم والصلاة وغيرهما إذا دعت إليه حاجة، والمستحب إخفاؤها إذا لم تكن حاجة، وفيه الإشارة إلى حسن المعاشرة وإصلاح ذات البين وتأليف القلوب وحسن الاعتذار عند سببه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني