الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الفتاة والدها في عدم وضع صورتها في ستوري السناب إن لم يرها إلا الفتيات

السؤال

أبي يمنعني أن أنزل صورتي ستوري في السناب، مع العلم أنه لا يوجد في حسابي إلا الفتيات، وأظن أنه يمنعني خوفًا من العين، أو من هواه، فهل يجب عليَّ أن أطيعه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن الواجب إحسان الظن بالوالد، وعدم إساءة الظن به؛ فإن هذا الأمر -نعني سوء الظن- منهي عنه في حق عامة المسلمين، فيتأكّد في حق الوالد، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}، وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث.

والأصل في الولد الشفقة على أولاده -الذكور منهم والإناث-، والحرص على مصلحتهم، والحذر من أن يلحقهم أذى، أو ضرر، وهذا ما نرجو أن يكون عليه حال والدك معك، وخاصة في مثل هذه الحالة المتعلقة بالسناب، أو مواقع التواصل عمومًا؛ فالأمر فيها قد لا يخلو من مخاطر، خاصة وأنها قد تخترق، ويستغلّ بعض الناس بعض ما فيها من صور لأمور خطيرة، قد تلحق أذى بصاحبها، بل وقد تلحق بسمعة الوالد، والعائلة.

فالذي نراه أن الواجب عليك طاعة والدك في ذلك؛ لأنها من الطاعة في المعروف، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية، وإن كانا فاسقين، وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما، ولا ضرر، فإن شق عليه، ولم يضرّه؛ وجب. وإلا، فلا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني