الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدخول في معاملة تكون العمولة فيها للوسيط نسبة من الدخل الذي سيحصل

السؤال

أريد العمل في مواقع إلكترونية، أقدّم بها المهارة التي أجيد عملها على المواقع، وهذه المواقع تقوم فكرتها على أنها وسيط بين العامل الذي هو أنا، وصاحب العمل الذي يجده الموقع لي، وهذه المواقع تأخذ نسبة من الربح الذي أحصل عليه يسمى الرسوم، وتأخذ الرسوم أثناء العمل فقط؛ لأنه هو من يوفّر فرصة العمل لي، وتتغير النسبة التي يحصل الموقع عليها حسب الدخل الذي يحصل عليه الشخص، فمثلًا بعضها يأخذ 20 % إذا كان دخلي أقل من 500$، و10% إذا كان دخلي بين 500 و1000$، و5% إذا كان الدخل فوق 1000$، فهل هذا حلال؟ وهل يجوز العمل بهذه الطريقة؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت في السؤال أن الموقع وسيط بينك وبين أصحاب العمل، ويأخذ نسبة مما تكسبينه من ذلك، وتختلف النسبة بحسب كثرة العمل، والربح منه، أو قلّته.

وإذا كان كذلك؛ فالأصل أن تكون عمولة الموقع محددة معلومة، وقد ذكر بعض الفقهاء أنه إذا كانت العمولة مجهولة جهالة لا تمنع التسليم؛ فإن تلك الجهالة مغتفرة؛ لكونها آيلة إلى العلم، قال ابن قدامة في المغني: ولا بد أن يكون العوض معلومًا، ويحتمل أن تجوز الجعالة مع جهالة العوض، إذا كانت الجهالة لا تمنع التسليم، نحو أن يقول: من ردّ ضالتي، فله ثلثها. انتهى.

وعلى هذا الاحتمال الذي ذكره ابن قدامة؛ فإنه يصحّ أن تكون العمولة نسبة من الدخل الذي سيحصل، ولو لم يكن معلومًا عند العقد؛ لأن هذه الجهالة لا تمنع التسليم. وللفائدة راجعي الفتوى: 150987.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني