الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعمل في مستشفى تشترط تجريد المريض قبل الكشف عليه

السؤال

أنا طبيب أعمل في دولة أجنبية تخرجت قبل فترة قليلة أفاجأ بأن قوانين الطب في المستشفيات في هذه الدولة مضادة كليا للإسلام، فمن شروط الكشف على المريض وبالذات القسم الذي أنا فيه خلع المريض لكامل ملابسه قبل الدخول على الغرفة وقد يكون أنثى وغالبا ما يكون ذلك، أجد حرجاً شديداً للغاية ولا يحق لي إلغاء أو شرط ، وإن تبين لهم أني منعت أحد المرضى من ذلك حرمت من الشهادة كليا ,,,,,والمهم أني محتار جدا ولا يوجد حل ثان لأنه يجب العمل بالمستشفى ما لا يقل عن سنة ,,,,,,, فهل أنا مؤاخذ وآثم بذلك ؟أرجو الإفادة بسرعة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا الحدود التي يجوز للطبيب رؤيتها وكشفها من بدن المريض في الفتوى رقم: 23681.

ومنها تعلم أنه لا يجوز الاطلاع على عورات الرجال أو النساء، بدون ضرورة، وأن الضرورة تقدر بقدرها، ولا ريب أن اشتراط المستشفى خلع المرضى ملابسهم على النحو الذي ذكرت ليس من الضرورة التي تبيح لك الكشف أو الاطلاع.

وعليه؛ فإذا لم يمكنك الامتناع من رؤية العورات دون ضرورة فلا نرى جواز العمل في هذا المستشفى، ولو ترتب على ذلك حرمانك من الشهادة، فإن فقد الشهادة خير من فقد الدين، ولا يخفى عليك أن اطلاعك على النساء العرايا -مع ما فيه من الإثم قد يجرك للوقوع في الفواحش والعياذ بالله، ولذا فنصيحتنا لك أن تترك هذا العمل، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، علماً بأنه يمكنك الحصول على هذه الشهادة التي تريدها من مستشفى في بلد آخر يعترف بدراستك الجامعية السابقة، ولا تتعرض فيه للوقوع في ما حرم الله.

ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني