الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا صحة لما يقال بإصابة من أخذ حصاة من الجمرات إلى بلده بمكروه

السؤال

عند رجوعي من فريضة الحج لهذا العام، وبعد فتحي حقائبي، وجدت إحدى حصى رمي الجمرات داخل الكيس الذي زودتنا به الحملة لجمع حصى الجمرات، وكنت قد أخذت عددا من الحصى على سبيل الاحتياط، وقد نسيت داخل هذا الكيس واحدة من هذه الجمرات، وأحضرتها معي بلدي من دون أن أدري أن داخل الكيس توجد جمرة، ولم أكتشف ذلك إلا بعد رجوعي، هل علي إثم من إحضار هذه الجمرة معي بدون علمي؟ وماذا علي فعله بشأنها؟ هل حسب ما سمعت بأن من أحضر معه جمرة يصاب بمكروه هو أو أحد أهله، أفتوني مشكورين لأني في حيرة من أمري؟ وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا إثم عليك في بقاء تلك الحصاة في حقيبتك ولك أن تفعلي بها ما تشائين من رميها أو الانتفاع بها، وما سمعته من بعض الناس لا أصل له بل الواجب على المسلم اعتقاد أن الأمر كله بيد الله تعالى، وأن غير الله لا يملك لغيره نفعاً ولا ضراً، قال الله تعالى: وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا [الفرقان:3].

هذا إضافة إلى أن ما يصيب الإنسان من مكروه قد قدره الله تعالى قبل خلق الإنسان، قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد:22].

وفي وصيته صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي والإمام أحمد في المسند.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني