الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السلف يثبتون الصفات ويفوضون الكيفية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت كثيرا من يتكلم عن صفات الله تعالي الواردة في القرءان بوجوب التأويل حتى لا نقع في التشبيه فيؤول اليد مثلا إلى القدرة ويدعي أن هذا هو منهج السلف الصالح ومن يتكلم عنها كما هي دون تأويل أو تكييف أو تشبيه أو تمثيل ويدعي أيضا إن هذا هو منهج السلف فمن منهم علي صواب وهل يكفر الذي علي خطأ منهم؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الصواب مع من يثبت لله سبحانه وتعالى صفاته التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسول الله من غير أن يتعرض لها بتأويل أو تكييف أو تشبيه أو تمثيل، لأن أهل السنة من السلف يؤمنون بها على ظاهرها دون الخوض في معرفة كيفياتها، وأصل ذلك قوله تعالى: [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ] (الشورى: 11). ولذلك لما سئل الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى عن قوله تعالى: [الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى] (طـه:5). قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فدل جوابه رحمه الله على أمور ثلاثة وهي: الأولى: إثبات الصفات من غير تأويل. الثانية: تفويض الكيف. الثالثة: كراهة السلف للخوض في آيات الصفات، أما التكفير، فلا يقول به أحد، لأن تكفير المسلمين ليس أمرا سهلا، بل غاية أمر المخطئ أنه مبتدع.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني