الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل نعيم أهل الجنة مختلف؟ أي أن نعيم جنة رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو أعظم مكانة ومنزلة- غير نعيم جنة سيدنا موسى -عليه السلام- مثلًا، وكذلك الأمر مع بقية الأنبياء، وعوام المسلمون، والصحابة.
أعلم أنه لا أحد من بعد الصحابة يستطيع الوصول إلى منزلتهم مهما أنفق وعمل، وأعلى درجة يمكن أن يصل لها المسلم الآن هي الصديقية، فهل تتساوى درجة الصديقية في النعيم مع جنة الصحابة؟ وملخص السؤال: هل يتفاوت نعيم أهل الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأهل الجنة يتفاوتون في نعيمهم في الجنة، على حسب درجاتهم فيها، وقد ذكر الله أنه أعدّ للذين يخافونه جنتين: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ {الرحمن:46}، ووصفهما، ثم قال: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ {الرحمن:62}، أي دون تينك الجنتين في المقام والمرتبة، ومَن تأمّل صفات الجنتين اللتين ذكرهما الله آخرًا، علم أنهما دون الأوليين في الفضل.

قال القرطبي -رحمه الله- في التذكرة، عند كلامه عن غرف الجنة: اعلم أن هذه الغرف مختلفة في العلوّ والصفة، بحسب اختلاف أصحابها في الأعمال، فبعضها أعلى من بعض وأرفع. اهـ. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى: ‌وَالْجَنَّةُ ‌دَرَجَاتٌ ‌مُتَفَاضِلَةٌ ‌تَفَاضُلًا ‌عَظِيمًا، وَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ الْمُؤْمِنُونَ الْمُتَّقُونَ فِي تِلْكَ الدَّرَجَاتِ بِحَسَبِ إيمَانِهِمْ، وَتَقْوَاهُمْ. اهـ.

فتفاوت جنان أهل الجنة وغرفهم، وتفاوت درجاتهم فيها، كلّ ذلك يدل على تفاوت تنعّمهم فيها.

ونوصي السائل أن يشتغل بالأسباب الموصلة إلى الجنة، وأن يجتهد في تحصيلها علمًا، وعملًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني