الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم سوم المسلم على غير المسلم

السؤال

كنت ‏أريد شراء سيارة، ولم أتفق مع البائع. ثم بعد ذلك أتى رجل غير مسلم يريد شراءها، فقلت للبائع وهو مسلم: أنا سأشتريها، بعني السيارة.
ثم قال لغير المسلم: السيارة بيعت. فهل علينا وزر؟
أفيدونا، أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ثبت النهي عن سوم المسلم على أخيه المسلم، وأَلْحق به الجمهور الكافر غير المحارب.

جاء في فتح الباري لابن حجر: حديث عقبة بن عامر عند مسلم: المؤمن أخو المؤمن. فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبته حتى يذر.

وقال الخطابي: قطع الله الأخوة بين الكافر والمسلم، فيختص النهي بالمسلم.

وقال ابن المنذر: الأصل في هذا الإباحة حتى يرد المنع. وقد ورد المنع مقيدا بالمسلم، فبقي ما عدا ذلك على أصل الإباحة.

وذهب الجمهور إلى إلحاق الذمي بالمسلم في ذلك، وأن التعبير بأخيه خرج على الغالب، فلا مفهوم له. اهـ.

وعلى كلٍّ، فإذا كان من جاء يريد شراء السيارة لم يصل إلى مرحلة التوافق والركون مع البائع -كما هو الظاهر- فلا حرج عليك في شرائها، والعقد صحيح.

وراجع المزيد في الفتويين: 451801، 174625

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني