الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتقدم للإمامة من يحسن القراءة إذا أناب الإمام الراتب من لا يحسنها

السؤال

درست فترة في مدرسة قرآنية، وحفظت ما تيسر من القرأن والأحكام. في المسجد الذي أرتاده دوما الإمام الراتب صاحب سمعة سيئة، ويتخلف عن المجيئ أحيانا لأسباب شخصية. هَمُّهُ المال الذي يتقاضاه على الإمامة، ومخصص وقته لأعمال أخرى، هو رئيس جمعية خيرية، ويكلف مكانه أشخاصا لا يتقنون القرآن، والناس مغتاظون منه، وحاولوا تنحيته دون جدوى، ودائما هناك فتن بينهم وبينه.
وفي يوم لم يأت، فقدموني للصلاة بهم، وأعجبوا بإتقاني للقرآن، لكنهم طلبوا مني أن لا أتقدم مرة أخرى؛ ليتحمل هو مسؤولية أفعاله. فكلف كالعادة من هو ليس أهلا للإمامة ينوبه عندما لا يأتي.
مع العلم أنني أطعتهم تجنبا للفتنة، فشعرت بالذنب بعدها عندما يصلي بنا معوضه. هل ما فعلته صحيح؟ أم أنني أخطأت عندما أطعتهم، ولم أتقدم مرة أخرى، وقد طلب مني ذلك؟
أريد معرفة الصواب من الخطأ. هل أتجنب الفتن بينهم؟ أم أعوضه عندما لا يأتي الإمام عوض الذي كلفه هو فهو كثير الأخطاء ولا يعرف الأحكام حتى الناس مكرهون على الصلاة وراءه. فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان المسجد المذكور قد بنته الدولة، أو أوقفه بعض الناس، فإن الإمام الراتب هنا يحق له أن يستنيب غيره، ويكون هذا النائب أحق بالإمامة من غيره إذا توفرت فيه شروطها، وكان يأتي بما يجزئ في القراءة.

أما إذا كانت جماعة المسجد هي التي بنته، فليس للإمام المذكور أن يستنيب غيره، وراجع التفصيل في الفتوى: 236557. وهي بعنوان " الإمام إذا أناب غيره وحكم التقدم عليه"

وفي حال كون هذا الإمام لا يحق له أن ينيب غيره، فإن الصواب أن تتقدم للإمامة، ولا يضرك كون الجماعة يكرهون إمامتك، لأن الكراهية هنا ليست لقادح ديني، كما هو الظاهر.

وراجع المزيد في الفتوى: 6359.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني