الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في إقراض الغير مع الاحتياط بكتابة الدين وتوثيقه

السؤال

صديقي كان لديه ماض سيئ، وقد اجتمعت به، وتآخينا على الإسلام. كان في ماضيه يستقرض من البنوك والأشخاص مبالغ ضخمة؛ ليعيش رفاهية الدنيا، ويفعل المعاصي.
والآن تاب عنها على حسب قوله، ولكن ديونه لا زالت عليه. وقد منَّ الله علي بعمل، ولكني جديد فيه، ودين الرجل يقلقني بين الحين والآخر.
حاولت مرارا أن أساعده بأن أخبره بفرص عمل ممتازة، ولكنه لا يفكر بمنطقية.
هو متزوج ولديه ولد حديث الولادة، وقد قال لي إنه أحيانا يبيت جائعا بسبب هذه القروض التي تصل إلى 60 ألف دولار. فتحت معه الموضوع أنني قلق عليه، وربما يمكنني مساعدته.
فأخبرني أن قرض البنك يصل إلى 10 آلاف، ثم قال إنه 6 آلاف. وعنده كفلاء رفضوا كفالته بعد فترة، فعندما عرضت عليه المساعدة طلب مني نصف راتبي شهريا على أن يرده 200 دولار شهريا. فماذا أفعل؟
إنني حقا محتار، وقد عزمت على أن أساعده إذا كان مستعدا حقا أن يعمل لسداد دينه. ولكنني لا أظن أنه فعل ذلك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فحرصك على إعانة صديقك على أداء دينه؛ أمر حسن محمود شرعا.

ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ..."
ولم يتضح لنا المقصود بقولك: "طلب مني نصف راتبي شهريا، على أن يرده 200 دولار شهريا"
وعلى أية حال؛ فإن كان المقصود أن يقترض منك مبلغا ثمّ يرده مقسطا أو غير مقسط دون زيادة؛ فهذا جائز.

ولمزيد فائدة، راجع الفتوى: 114348.

وإذا أقرضته مالك، فينبغي عليك أن تحتاط وتستوثق لنفسك، فتكتب الدين، وتشهد عليه.

واعلم أنّ إقراضه ليس واجبا عليك. وعلى كل فابذل له النصيحة، ودُلَّه على أبواب الكسب الحلال.

وللفائدة: راجع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني