الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التزوير في تشخيص المرض من خيانة الأمانة

السؤال

زوجتي تعمل طبيبة جلدية في مستشفى خاص، وأغلب المرضى يتعاملون مع التأمين، بحيث يدفعون ربع قيمة الكشف، إذا كان المرض مشمولا في التأمين، ويكون الدواء مجانيا، ولكن أغلب الأمراض ـ وتكلفة علاجها مرتفعة ـ غير مشمولة في التأمين، وخاصة الأمراض المزمنة، فهل يجوز تغيير التشخيص في ملف المريض، كي يشمله التأمين بالكشف، والدواء، علما أن الكثير من الأدوية تنفع لعدة أمراض، والكثير من الأطباء يفعلون ذلك، لأنها إذا لم تغير التشخيص، فستكون تحت ضغط المريض، الذي يطالبها بأن يكون تشخيص مرضه مشمولا بالتأمين، لعدم قدرته على تكلفته العالية، بالإضافة إلى إدارة المستشفى التي تطالبها بتيسير الأمور عليهم بهذه الطريقة، وأيضا لزيادة عدد المرضى في عيادتها، لأن همهم أن يعود المريض إليهم، مع زيادة الدخل، فإن خف الدخل فستخسر وظيفتها؟.
وشكرا جزيلا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز الكذب، والغش، والتزوير في تشخيص المرض، لينتفع المريض بالتأمين الصحي بغير حق، ومن يفعل ذلك من الأطباء، أو غيرهم؛ فهو خائن للأمانة، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال:27}، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانة علامة من علامات النفاق، فقال: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان. رواه البخاري ومسلم.

ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، ومن يتقه فسيجعل له مخرجا، وسيرزقه من حيث لا يحتسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني