الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجب طاعة الأم فيما تأمر به من الأمور غير الواجبة؟

السؤال

أمي كثيرة الإلحاح علي في أمور الدين، رغم أني أصلي، لكن تريد أن أكون أفعل أكثر من ذلك، وتريد أن أقرأ القرآن كثيرا، وأتعمق في الدين أكثر.
وهذا يثقل علي، فأحس بأني مختنق بكثرة إلحاحها.
فهل هي على صواب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي منَّ عليك بوالدة صالحة تحثك على الاستقامة، والإكثار من الطاعات، والقُربات.

فاحمد الله -تعالى- على هذه النعمة، وجاهد نفسك على ما تأمرك به والدتك من الإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن، و التفقه في الدين.

فهي تحب لك الخير، وتأمرك به، ولا ترضى لك إلا بالدرجات العليا في الاستقامة، والمسارعة إلى الطاعات.

وهي على صواب فيما تفعله من إرشادك، وحثك على الخير. فالله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}.

أما من حيث وجوب طاعتها، فإنها لا تجب فيما تأمر من الأمور غير الواجبة كالإكثار من تلاوة القرآن، وغير ذلك من نوافل الطاعات.

جاء في دليل الفالحين على رياض الصالحين: وما ذكرتُه من أن ما ليس واجباً أصالة لا يصير واجبا بأمرهما -الأبوين- هو ما عليه الجمهور.

فقالوا: إن أمرا بمباح في أصله صار مندوباً، أو بمندوب زاد تأكيد ندبه. اهـ.

أما الأمور الواجبة كتعلم فروض العين، أو المحافظة على الصلاة المكتوبة، فهذا مما يجب عليك، ولو لم يأمرك أي أحد به.

وراجع المزيد في الفتويين: 11280، 59220.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني