الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب الزوج تجاه زوجته المفرّطة في الصلاة والتي تمتنع عن الفراش

السؤال

ما حكم عدم التزام المرأة بالصلاة؟
وما حكم امتناعها عن الفراش بأعذار غير منطقية، وتجاهل حق الزوج؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت المرأة لا تحافظ على الصلاة المفروضة؛ فهي على خطر عظيم، والواجب على زوجها أن يأمرها بالصلاة، ويبين لها عظم قدرها ومكانتها في الإسلام.

فإن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان، ولا حظ في الإسلام لمن تركها، وللزوج أن يؤدبها على ترك الصلاة.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وله تأديبها على ترك فرائض الله.

وسأل إسماعيل بن سعيد، أحمد عما يجوز ضرب المرأة عليه، قال: على ترك فرائض الله.

وقال في الرجل له امرأة لا تصلي: يضربها ضربا رفيقا، غير مبرح. انتهى.
وإذا لم تستجب وأصرت على ترك الصلاة؛ فينبغي أن يطلقها.

قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: فإن لم تُصلّ، فقد قال أحمد: ‌أخشى أن لا يحل للرجل أن يقيم مع امرأة لا تصلي، ولا تغتسل من جنابة، ولا تتعلم القرآن. انتهى.
وقال -رحمه الله- عند كلامه على أقسام الطلاق: والرابع: مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها مثل الصلاة ونحوها، ولا يمكنه إجبارها عليها ...............

ويحتمل أن الطلاق في هذين الموضعين واجب. انتهى.
والواجب على المرأة طاعة زوجها إذا دعاها إلى الفراش، ولم يكن لها عذر كالحيض والنفاس، والمرض، والصوم الواجب ونحو ذلك.

وإذا امتنعت عن إجابته لغير عذر؛ كانت ناشزا، وتعرضت للوعيد الشديد الذي جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء، لعنتها الملائكة حتى تصبح.
ولزوجها تأديبها حتى ترجع عن نشوزها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: فمتى امتنعت عن إجابته إلى الفراش كانت عاصية ناشزة، وكان ذلك يبيح له ضربها. انتهى من مجموع الفتاوى.
ونصيحتنا للزوج؛ أن يجتهد في استصلاح زوجته بحكمة ورفق، ويذكرها بالله واليوم الآخر، ويعينها على التوبة والاستقامة على طاعة الله وخاصة الصلاة، فالمحافظة عليها مفتاح كل خير، ومغلاق كل شر، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].
قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تعدم رغبته في الشر. انتهى.
ولمعرفة بعض الأمور المعينة على المحافظة على الصلاة، راجع الفتوى: 3830

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني