الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقديم الموظف عرض عمل وهمي لشركته من الغش والخداع

السؤال

أنا موظف أعمل في شركة منذ 8 سنوات، و لم أحصل على زيادة في الراتب منذ 4 سنوات. فقمت بتقديم استقالتي. فقال لي المدير: إذا حصلت على عمل في شركة أخرى، أعطني عرض العمل، حتى نعرضه على الإدارة من أجل مناقشة موضوع زيادتك. ولكني حتى الآن لم أحصل على عرض عمل رسمي. ولذلك أفكر في أن أستخدم عرض عمل من صديق لي بشركة أخرى، مع تغيير الاسم، وأقدمه لمديري على أنه عرض عمل لي. فهل هذا جائز؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن تقديم هذا العرض الوهمي من الخداع والغش، وهي من الأمور المحرمة شرعا، والأدلة على تحريمها متضافرة، بل هي من كبائر الذنوب عند بعض العلماء.

قال الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة الثانية بعد المائتين: المكر والخديعة. قال تعالى: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} [فاطر: 43]... وأخرج ابن حبان في صحيحه عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار». وقال تعالى عن المنافقين: {يخادعون الله وهو خادعهم} [النساء: 142]. وفي حديث: «أهل النار خمسة. وذكر منهم: رجلا لا يصبح ولا يمسي إلا وهو مخادعك عن أهلك ومالك» أخرجه مسلم.
تنبيه: عد هذا كبيرة، صرح به بعضهم. وهو ظاهر من أحاديث الغش السابقة، ومن هذا الحديث، إذ كون المكر والخديعة في النار ليس المراد بهما إلا أن صاحبهما فيها، وهذا وعيد شديد. اهـ.

فنوصيك بتقوى الله، وألا تسلك سبيل الخداع والغش لزيادة دخلك، فالمعاصي ليست سبيلا لتحصيل الخير.

قال ابن القيم في روضة المحبين: فإن من طلب لذة العيش وطيبه بما حرمه الله عليه، عاقبه بنقيض قصده، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سببا إلى خير قط. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني