الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من لم ينفذ ما حلف على فعله

السؤال

تشاجرت مع زوجي بسبب قبوله لأخطاء وإهانات الآخرين في حقي، دون أن يحرك ساكنا، مما يعكس قلة احترامه لي، وعندما تكرر الموضوع كثيرا، اشتد غضبي بعد فترة طويلة من الإهانات فأقسمت بأنني سأقوم بحذف هؤلاء الناس من حياتي، ووسائل التواصل بعد يومين، إن لم يعتذروا عن إهاناتهم المتكررة لي، وعلى مرأى ومسمع منه، دون ردة فعل، وكأنني لست زوجته، وأم أطفاله! وبعد يومين لم يعتذروا، ولم يتغير شيء، وحتى الآن لم أقم بتنفيذ ما أقسمت عليه، فماذا يجب عليّ فعله؟ وهل هو الكفارة، أم الصوم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل أن يؤلف بينك وبين زوجك، وأن يصلح شأنكما، وما دمت لم تفعلي ما حلفت على فعله في اليوم المحدد، فإنك قد حنثت في يمينك، وتجب عليك كفارة يمين، وكفارة اليمين مبينة في قوله سبحانه: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة:89}.

فلا يجزئ الصيام في كفارة اليمين، إلا بعد العجز عن الإطعام، والكسوة، والعتق.

ونوصيك بالبعد عن الغضب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِي، قَالَ: لَا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: لَا تَغْضَبْ. رواه البخاري.

قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر، وأن التحرّز منه جماع الخير. اهـ.

وكون زوجك لا يهتم بالموضوع، لا يلزم منه عدم الاهتمام بك، أو نحو ذلك، فقد يكون عدم تدخله في الأمر لكونه يرى ما لا ترين، أو لأمر آخر، المهم ألا يكون تفسير سكوته، أو عدم تفاعله معك في هذا الأمر سلبيا، فأحسني الظن به، والتمسي له العذر، ولا تدعي للشيطان مدخلا بينكما، وراجعي بعض النصائح لحل المشكلات الزوجية في الفتويين: 79603، 5291.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني