الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من غضب فقال: لا إله

السؤال

تشاجرت بالأمس مع امرأة، فتعصبت، فقالت لي: اتقي الله، فقلت: اتركيني، فلا إله -بغير عمد-. فهل هذه كلمة كفر؛ سواء كانت عمدا، أو غير عمد؟ وهل خرجتُ من الإسلام؟ وماذا عليَّ إذا كان هذا يعد كفرا؟ مع أنني حزينة ونادمة على قولي هذا، وقلقة إذا كان الرب ساخطًا عليَّ.
من فضلكم أجيبوني، فأنا أشك في عبادتي، هل هي صحيحة أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلمي -غفر الله لك- أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإذا كنت قد تبت من كلمتك تلك، وندمت عليها -كما هو واضح-؛ فعباداتك صحيحة -والحمد لله-، وعليك أن تعزمي على عدم معاودة مثل ذلك المنكر الشنيع، بأن تضبطي نفسك حال الغضب، ولا تسمحي لها أن تخرج بك عن طور الاعتدال حتى تواقعي تلك العظائم.

وهذه الكلمة الشنيعة إن صدرت من شخص في حال زوال عقله، وكونه لا يدري ما يقول: فليس عليه إثم أصلًا، وأما إن كان يدري ما يقول ويعقله، فلا شك في أن نفي وجود الله، أو اطِّلاعه على العباد كفر. وفي هذه الحالة لا يشترط قصد الكفر للخروج من الملة، كما بيناه في الفتوى: 137051.

وبكل حال؛ فما دمت قد تبت، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولا يلزمك شيء سوى التوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني