الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة الكتب التي تدعو إلى الشذوذ من أجل الدراسة

السؤال

أعيش في بلد أجنبي، وأدرس في مدرسة أجنبية، وفي مدرستي معلمة الإنجليزية وزعتنا على مجموعات لقراءة كتب مختلفة، وأنا ومجموعتي كتابنا فيه قصة حب بين رجل ورجل. فهل قراءة الكتاب، وفيه شذوذ من أجل الدرس؛ حرام؟ علمًا أنني لا أدعم المثليين، ولا أفعالهم؟ وهل سأكسب سيئات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا تجوز قراءة الكتب التي تدعو إلى الشذوذ، ولو كان من أجل الدرس، فإن الشذوذ بين الرجل والرجل، أو بين المرأة والمرأة، من أعظم المنكرات وأشنعها، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بسد الذرائع إلى الشر، وأغلقت كل باب يؤدي إلى إفساد القلوب وفتنتها، ومن أبواب الشر التي يجب إغلاقها هذه القصص المروجة للشذوذ، الداعية إلى الرذيلة.

فالحذر كل الحذر من الشيطان واستدراجه، فقد حذَّر الله منه، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور:21}.

فعليك -أيتها السائلة- أن تطلبي من المُدَرِّسة أن تستبدل لكم هذا الكتاب بكتاب في موضوع مقبول، فإن امتنعت، فاطلبي ذلك من إدارة المدرسة. فإن امتنعوا، فلا تشاركي مجموعتك في قراءة تلك القصة، ما لم تخشي ضررًا بيِّنًا إذا لم تشاركي، فإذا خشيت ذلك، فشاركي في الحد الأدنى الذي يرفع عنك الضرر، مع كراهيتك لهذه القصة.

ونرجو أن لا يكون عليك إثم -والحال هذا-، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني