الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب العلم ممن عندهم بعض البدع

السؤال

أنا شاب عمري 16عامًا، وأريد أن أطلب العلم، ولكن أنا مقيم في بلد شيوخها من أهل البدع، كالتبرك -حسب زعمهم- بخصلة شعر ينسبونها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا أستطيع السفر، وليس عندي وقت واسع.
فهل أستطيع أن أطلب العلم من الكتب فقط؟ وهل يجوز أن آخذ العلم من شيوخ من أهل البدع، ولكن غير العقيدة إنما تعلم تجويد القرآن مثلا؟ ومتى يصبح طالب العلم عالمًا؟
بارك الله بكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فبداية ننبه على أن التبرك بآثار النبي -صلى الله عليه وسلم-، كشعره، وملابسه؛ مشروع، وليس ببدعة، وقد فعله أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد سبق لنا بيان ذلك وأدلته في الفتويين: 25217، 46483.

ثم إن البدع -وإن كانت شرًّا- إلا إنها ليست على درجة واحدة، بل تتفاوت بحسب شناعة البدعة ونوعها وأثرها، فليست بدعة التبرك بآثار الصالحين مثلا، كبدعة الطواف حول القبور، ودعاء أصحابها. وليست البدع العملية، كالبدع الاعتقادية؛ كبدعة القدر، والرفض، والقول بخلق القرآن، ونحو ذلك.

كما أن البدع الحقيقية -وهي التي ليس لها أصل في الدين- ليست كالبدع الإضافية التي لها أصل شرعي، ولكن أضيف لها ما لا يدل عليه الشرع من: وضع الحدود، و‌التزام ‌الكيفيات ‌والهيئات المعينة، والتزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة. كما قال الشاطبي في كتاب الاعتصام. وقد سبق لنا تعريف البدعة، وبيان خطرها في الفتوى: 17613.

وأما طلب علم التجويد ونحوه، مما لا مدخل للبدعة فيه، من شيخ من أهل البدع، فلا حرج فيه. راجع في ذلك الفتوى: 134269.

وأما طلب العلم من الكتب فقط، فهو خلاف الأصل، وفيه بعض الآفات، ولكن إن لم يتيسر غيره، فهو أفضل من ترك الطلب بالكلية.

وقد سبق لنا بيان كيفية طلب العلم إذا لم يتوفر شيخ يؤخذ عنه مشافهة، وراجع في ذلك الفتاوى: 194451، 7677، 189851.

وأما متى يصبح طالب العلم عالمًا؟ فراجع في جوابه الفتوى: 269197.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني