الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

عند زيارتي لمكتب السياحة والسفر لشراء تذكرة، كان الشخص المسؤول عن حجز التذاكر فتاة، وفاجأتني عند الانتهاء من حجز التذكرة بأن قامت بشكري ومن ثمّ مدّت يدها لمصافحتي، وأنا من دون تفكير صافحتها ولكن قمت بسحب يدي بسرعة، هل أنا آثم لذلك، لقد حدث كل شيء بسرعة ومن غير تفكير، مع العلم (والله أعلم) أنني مسحور، فهل يمكن أن يكون ذلك أثر على تصرفي، أنا أرجو من الله سبحانه وتعالى أن أكون من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة من غير حساب ولذلك لا أريد أن أرقي نفسي ولا حول ولا قوة إلا بالله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن تعمد مصافحة النساء الأجنبيات من المنكرات التي ظهرت عند بعض المسلمين، وعلى المسلم أن يتجنبها ويحذر منها، فقد روى البيهقي والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.

وما دمت لم تتعمد هذا الفعل وقمت بسحب يدك منها بسرعة فإنه ليس عليك إثم -إن شاء الله تعالى- لقول الله تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]، وقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الأحزاب:5],

وننبه السائل الكريم إلى أنه ينبغي له إن كان يعلم أن به مرضاً أن يتعالج منه ويتداوى بالأشياء المباحة والرقية الشرعية، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير.

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدواء واستعمال العلاج والرقية الشرعية لأن ذلك لا يتنافى مع التوكل على الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... تدووا عباد الله، فإن الله سبحانه لم يضع داء إلا وضع معه شفاء إلا الهرم.... رواه أحمد وأصحاب السنن، ونسأل الله لنا ولك التوفيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني