الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إجابة نداء الأم بالذهاب إليها دون الرد عليها بالكلام

السؤال

أحب القهوة، وأشربها كل يوم. وترى أمي أنها تضرني، وتخبرني بأن عليَّ ألا أشربها. ولكني أشربها دون أن أخبرها، ومن ورائها، ولكنها تعلم بأني شربتها.
وإذا انتقدتني، أو حدثتني بأسلوب لا أحبه يصبح وجهي خاليا من التعابير، مما يدل على أن كلامها أزعجني. وإذا نادتني لا أرد عليها، ولكني أذهب إليها في صمت لأرى لماذا تريدني. ولكنها قالت بغضب: إذا ناديت عليك لا تردين؟ لا أرد عليها؛ لأني أشعر بالضيق منها، ولا أريد أن يخرج صوتي بنبرة ضيق ليس أكثر. ولكني نويت أن أفعل ما يرضيها، وما يقلل من غضبها.
فهل يجب عليَّ أن أعتذر لها؛ لأني لم أرد عليها وهي تناديني؟
أخشى حين أعتذر لها أن تعبس بوجهي وتكشر، وردة الفعل تلك تجرح كرامتي وتحزنني، فقد قامت بذلك حين اعتذرت لها سابقا. ولخوفي من ردة فعلها لا أفكر بالاعتذار، أو أنتظر لليوم التالي، فتكون قد هدأت قليلا.
وإذا غضبت ولم أعتذر وهدأت بعدها، ونادتني لأفعل لها ما تريد وانتهى الموضوع. هل يجب علي أن أعتذر، أو أنهي الموضوع ولا أفتحه؟
وماذا أفعل إذا توقفت عن شرب القهوة لفترة، ثم شعرت بالرغبة في شربها، وهي لا تريد ذلك؟
هل صحيح ما أفعله حين يظهر على وجهي عدم التعبير بسبب توبيخها لي وتحدثها معي بعصبية، فهذا الأمر يزعجني، ولا أحب هذا الأسلوب. ولا أريد أن أنظر لها بنظرة حادة؛ لأنها حرام، وإنما أجعل وجهي خاليا من التعبير كردة فعل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا لم يكن في شرب القهوة ضرر عليك؛ فلا حرج عليك في شربها؛ رغم نهي أمك لك عن شربها، لكن ينبغي أن تحرصي على إخفاء ذلك عنها تجنبا لإغاظتها. وراجعي الفتوى: 473722.

وإذا كلمتك أمّك كلامًا لا يعجبك؛ فلا حرج عليك في الصمت، وجعل الوجه خاليًا من التعبيرات. لكن إذا نادتك أمّك فعليك أن تردي عليها، وتجيبي طلبها، واجتهدي في أن يكون ذلك بأسلوب حسن، وإذا غضبتْ منك، فاعتذري منها، وليس في اعتذارك منها جرح لكرامتك، بل اعتذارك وتوددك إليها يزيدك كرامة وعزة.

واجتهدي في بر أمّك والإحسان إليها؛ فإنّ برها من أفضل الأعمال التي يحبها الله.

واحذري من الوسوسة فيما يتعلق ببر الأمّ أو غيرها من المسائل، ولا تكثري الأسئلة. فالوسوسة داء عضال، والإعراض عنها خير دواء لها بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني