الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مطالبة البنت بحقّها من معاش أبيها المتوفى ليس من العقوق لأمها

السؤال

أرملة لها أبناء، ووالدها متوفى، وكانت تعمل في البيوت، لتُنفق على أبنائها، وأختها تشترك مع والدتهم في معاش والدهم المتوفى، ولكن الأرملة لا تشترك في المعاش، وعندما وظفت أختها خرجت من المعاش، وأصبح المعاش كله للأم، وهذه الأرملة كبرت وضعفت، وأصبح العمل في البيوت يشق عليها، فاقترح عليها أحد من تعمل في تنظيف بيوتهم أن تشترك مع أمها في المعاش، وبالفعل قدمت الأوراق وأصبح المعاش بالنصف مع أمها، فغضبت أمها لذلك واشتكت لإخوان الأرملة، فغضبوا من أختهم وصاروا يعاملونها معاملة سيئة، وكلما زارت أمها عنفتها وضربتها، وتريد أن تأخذ منها نصيبها من المعاش، مع العلم أن المعاش كبير، فكل واحدة منهما تأخذ حوالي: 2500 جنيه، والأرملة تسأل: هل ما فعلته فيه عقوق لأمها؟ وماذا تفعل حتى ترضي أمها؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعلته المرأة من المطالبة بحقّها من معاش أبيها المتوفى؛ ليس فيه عقوق لأمّها، وما فعلته أمّها وإخوانها من الإساءة إليها بسبب حصولها على حقّها من المعاش؛ فهو ظلم وعدوان، لكن حقّ الأمّ لا يسقط بظلمها وإساءتها لبنتها؛ فعلى البنت أن تبر أمّها، وتحسن إليها ما استطاعت ذلك من غير ضرر يلحقها، وحتى ترضي البنت أمّها وتجتنب غضبها؛ فينبغي أن تبين لها أنّ ما فعلته البنت حق لها، وليس فيه ظلم، ولا إساءة إلى أمها، ويمكنها توسيط بعض الصالحين من الأهل، أو غيرهم ممن له وجاهة عند أمّها وتقبل قولهم؛ ليكلموا الأم وينصحوها بألا تظلم بنتها، وألا تغضب عليها بغير حق، وينبغي على البنت أن تجتهد في دعاء الله تعالى أن يهدي أمّها ويرضيها عنها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني