الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء بتيسير المعصية يتضمن مخالفات عديدة

السؤال

أختي تدعو على نفسها بأن ييسر الله لها نزع حجابها، فهل مثل هذا الدعاء يستجاب له؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن هذا الدعاء يتضمن مخالفة لمراد الله الشرعي، فإن الله أمر المؤمنات بالحجاب، ونهاهن عن التبرج، ففي هذا الدعاء إثم بين، وطلب لتيسير معصية الله تعالى، والله تعالى لا يستجيب دعاء من دعا بإثم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ. رواه مسلم.

قال ابن علان في شرح هذا الحديث في كتابه (دليل الفالحين شرح رياض الصالحين): فلا تجاب تلك الدعوة المقترنة بشيء من ذلك. انتهى.

وقال الكرماني الحنفي في (شرح مصابيح السنة): يُستجاب للعبدِ ما لم يَدْعُ (بإثمٍ) مثل أن يقول: اللهم انصرْني على قتل فلان، وهو مُسلِم، أو: اللهم ارزقْني الخمرَ، ونحو ذلك، أو (قطيعةَ رَحِم)، مثل أن يقول: اللهم باعِدْ بيني، وبين أبي، أو أمي، أو أخي، وغير ذلك؛ فإن مثلَ هذا الدعاء لا يُقبَل. انتهى.

ودعاء الله تعالى بتيسير فعل المعصية يُعد من الاعتداء في الدعاء الذي يبغض الله تعالى صاحبه.

قال ابن القيم في (بدائع الفوائد): كل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه، وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به؛ فهو اعتداء، لا يحبه الله، ولا يحب سائله. انتهى.

ولمزيد فائدة انظري الفتوى: 422272.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني