الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار الزوج زوجته بأصدقائه وبالأماكن التي يذهب إليها

السؤال

هل توجد آية في القرآن أو حديث ينص على أن الزوج لا يقول لزوجته أين يذهب؟ ومع من؟
مع العلم أن الزوج يعيش في دولة أوروبية، ويرجع إلى البيت بعد منتصف الليل، ولا توجد أماكن مفتوحة عدا الأماكن التي لا تصلح للمسلمين تماما.
والزوجة تجلس 24 ساعة بالبيت مع طفلتها ذات ال 9 شهور، ولا يسمح لها بالخروج إلا قليلا جدا؟
ومع العلم أيضا أن الزواج بدأ بغير هذه المبادئ تماما، والآن بدأ بالتغير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا نعلم دليلًا من القرآن أو السنة يوجب على الزوج أن يخبر زوجته بالمكان الذي يذهب إليه، أو بمن يكون معه من أصدقائه ونحوهم.

كما أننا لا نعلم دليلًا يمنعه من إخبارها بذلك، فيجوز له أن يفعل، بل قد يكون الأفضل له أن يخبرها بذلك؛ لأن هذا يكتسب به مودتها، وتقوى به العشرة والثقة بينهما، ويغلق به باب الشيطان إلى الوقيعة بينهما، ولا شك في أنه عدو الإنسان وحريص على تفريق القلوب، ونشر البغضاء وخاصة بين الأزواج. قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا {فاطر: 6}.

وروى مسلم في صحيحه عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته - قال - فيدنيه منه، ويقول: نعم، أنت.

وننصح بأن يكون بين الزوجين تفاهم وحوار في إطار احترام كل منهما للآخر، وأن يراعي كل منهما مشاعر الطرف الثاني، وتجنب ما يكره ويسخط، ما دام ذلك في حدود المباح.

ولا بأس أن تذكر الزوجة زوجها بأن لا يجعل السهر والبقاء خارج البيت ديدنًا له، خاصة وأن السهر قد تترتب عليه كثير من المفاسد في دين المرء ودنياه.

ولذلك جاءت السنة بكراهته، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستحب أن يؤخر العشاء، قال: وكان يكره النوم قبلها، والحديث بعدها. وقد ترجم عليه البخاري: باب ما يكره من السمر بعد العشاء.

وينبغي أيضا بأن يكون بينها وبينه تناصح بالحسنى فيما هو مذكور من تغير مبادئه، إن كان ذلك على وجه يخالف الشرع.

وخروج المرأة للترفيه المباح، أو التنزه، أو لأي غرض غير مذموم شرعا جائز، وينبغي لزوجها السماح لها بذلك باعتدال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني