الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في تخصيص بعض الأبناء بعطية لحاجته إليها دون بقية إخوته

السؤال

1- أحيانا تشتري أمي حلوى، وتُعطيني منها، ولا تعطي لأحد من إخوتي؛ لأن أختي تكون حينها خارج المنزل. فهل يحل لي الأخذ منها، أم إن هذا يعد من التفضيل بين الأبناء؟
2- وأيضا أحيانا يكون هناك طعام زائد عن الغداء مثل اللحم؛ فتعطيه أمي لي في اليوم التالي، وأنا لا أحب أن آكله دون إخوتي. ولا أدري هل ما أفعله صحيح أو هو من التشدد؟
3- ومرة أخرى أيضا جمعت مالًا لكي أشتري هاتفًا غير هاتفي القديم، فساعدني أبي بمبلغ من المال دون إخوتي. فأنا الآن أفكر في أن أتحلل من إخوتي، وأقول لهم إني سمعت بحرمة التفضيل بين الأبناء، فسامحوني على أيِّ شيء فضَّلَني به والداي وأخذته. فهل يكفيني هذا التحلل؟ أو يلزم أن أقول لهم أقصد هاتفي وكذا وكذا...؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يظهر لنا في شيء مما ذكرت تفضيل والديك لك على سائر إخوتك، فتخصيص بعض الأولاد بالعطية إذا كان لحاجة مختصة به؛ جائز.

والنفقة على الأولاد تكون بحسب حاجتهم، فإعانة أبيك لك بالمال لشراء الهاتف؛ ليس من التفضيل المنهي عنه، وراجعي الفتوى: 186751

وما تعطيك أمُّك من الحلوى أو غيرها من الطعام؛ يعتبر من الأمور اليسيرة التي لا تجب فيها التسوية.

قال البهوتي -رحمه الله- في كشاف القناع: ولا يجب التعديل بينهم في شيء تافه؛ لأنه يتسامح به، فلا يحصل التأثر. انتهى.

وعليه؛ فلا نرى حاجة لاستسماح إخوتك، ولا نرى لك الامتناع من أكل ما تعطيه لك أمّك من الطعام في غياب إخوتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني