الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقطع لشخص معين بجنة ولا بنار

السؤال

يقول الله تعالى في القرآن إن من لم يرض بالإسلام فلن يقبل منه في الآخرة فهل معنى هذا أن كل النصارى واليهود وباقي العالم سيذهبون إلى النار حتى وإن كان فيهم أخيار؟ وماذا عن مصير شهيدة بطلة مثل ناشطة السلام الأمريكية (رايتشل كوري) التي استشهدت وهي تقف أمام جرافة إسرائيلية تحاول هدم بيت فلسطيني فدهستها الجرافة، هل هي أيضاً في النار؟وشكراً جزيلا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاليهود والنصارى وكل من لم يقبل دين الإسلام ويدين به فهو كافر خالد مخلد في النار، وهذا من المعلوم من الدين الضرورة، وراجع الفتوى رقم: 2924،والفتوى رقم: 5750، والفتوى رقم: 38266.

وأما عن المرأة المذكورة فإنها نصرانية كافرة، ولكننا لا نستطيع أن نقول إنها في النار لأن من عقيدة المسلمين أنه لا يقطع لشخص معين بجنة ولا بنار بل أمرها إلى ربها، قال الصنعاني في رفع الأستار بعد ذكره لأثر ابن عباس وهو قوله: لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا ناراً، مراده لا يحكم على معين أنه من أهل الجنة ولا أنه من أهل النار، وكانه يريد غير من حكم الله ورسوله عليه بأحد الدارين؛ كإخباره صلى الله عليه وسلم أن العشرة من الصحابة من أهل الجنة، وكإخبار الله أن أبا لهب سيصلى ناراً ذات لهب. ا.هـ

وهذا كله فيمن لم يعلم موته على الكفر، أما من علم منه الموت على الكفر فهو في النار قطعاً.

وإذا كان الكافر من ذوي الأعمال الصالحة فإن الله يجازيه عليها في الدنيا، أما في الآخرة فلا، قال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً (الفرقان:23).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني