الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود طاعة الأب غير المسلم

السؤال

لقد ارتد والدي عن الإسلام -والعياذ بالله- وأصبح مسيحيا. وبعد ذلك حدثت الكثير من المواقف التي ظلمني فيها، ومنها منعي من صلاة الجماعة.
فكنت أخالفه في هذا، وأذهب وأصلي في المسجد. لكن عندما أصبح يكتشف هذا، أصبح يعتدي علي بالضرب، والقول على ديني، لكن دفاعا عن نفسي كنت أرفع صوتي أحيانا، وأحاول تخليص نفسي. وفي آخر مرة قام بضربي بقوة، وحاولت الدفاع عن نفسي.
فهل أصبحت بذلك عاقا لوالدي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى -تبارك وتعالى- أن يتوب على والدك، ويرده إلى جادة الصواب، ويهديه صراطه المستقيم.

واحرص على كثرة الدعاء له بالهداية، فذلك من أعظم برك به، فمن حق الوالد على ولده أن يبره ولو كان كافرا، أو ظالما، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان: 15}.

وثبت في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: قدمت عليَّ أمِّي وهي مشركة، في عهد قريش إذ عاهدهم، فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله؛ قدمت عليَّ أمِّي وهي راغبة، أفأصل أمِّي؟ قال:« نعم، صلي أمَّك».

وإن كان يمنعك من صلاة الجماعة فلا تجب عليك طاعته إن كان ذلك لمجرد جهل وهوى، وليس له مقصد صحيح في ذلك.

وراجع لمزيد التفصيل، الفتوى: 370960.

ولا يجوز لك رفع صوتك على والدك، فإن هذا من العقوق، وإذا اعتدى عليك بالضرب فاجتهد في التخلص منه بالهروب، ونحو ذلك.

وإذا اعتدى عليك بقوة -كما ذكرت- فلا تكون عاقا بمجرد قيامك بالدفاع عن نفسك.

وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 142517، والفتوى: 151685.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني