الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى كلمة (هنين) الواردة في حديث ابن مسعود

السؤال

في حديث مسند الإمام أحمد وردت عبارة (ثُمَّ إِنَّهُ ذَكَرَ هَنِينًا، كَأَنَّهُمْ الزُّطُّ، ( قَالَ عَفَّانُ: أَوْ كَمَا قَالَ عَفَّانُ: إِنْ شَاءَ اللهُ): لَيْسَ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ... ): فهل كلمة هنينا في هذا الموضع كناية عن الفرج، أم كناية عن أشخاص؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن عبارة "هنين" الواردة في الحديث المذكور يقصد بها الكناية عن أشخاصهم.

قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وذَكَر لَيْلَة الجِنِّ فَقَالَ: «ثُمَّ إِنَّ هَنِيناً أتَوْا عَلَيْهِمْ ثِيابٌ بِيضٌ طِوالٌ» هَكَذَا جَاءَ فِي «مُسْنَد أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ» فِي غَيْر مَوْضِع مِنْ حديثِه مضْبُوطا مُقيَّدا، وَلَمْ أجِدْه مشْروحاً فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُب الغرِيب، إِلَّا أنَّ أَبَا مُوسَى ذَكَر فِي غَرِيبه عَقيبَ أَحَادِيثِ الهَنِ والهَنَاة : وَفِي حَدِيثِ الجِنّ «فَإِذَا هُوَ بهَنِينٍ كأنَّهم الزُّطُّ» ثُمَّ قَالَ: جَمْعُهُ جَمْع السَّلامة، مِثْل كُرَةٍ وكُرِين، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ الْكِنَايَةَ عَنْ أشخاصِهِم. اهـ.

وفي تاج العروس شرح القاموس المحيط: وَقد يُجْمَعُ {هَنٌ على} هَنِينَ جَمْع سَلامَةٍ ككُرَةٍ وكُرِينَ؛ وَمِنْه حديثُ الجنِّ: (فَإِذا هُوَ {بهَنِينٍ كأنَّهم الزُّطُّ) ، أَرادَ الكِنايَةَ عَن أَشْخاصِهم؛ قالَهُ أَبو موسَى المَدِيني. ووَقَعَ فِي مُسْندِ أَحْمدَ مَضْبوطاً مقيَّداً عَن ابنِ مَسْعودٍ: (ثمَّ إنَّ} هَنِيناً أَتَوْا عَلَيْهِم ثِيابٌ بيضٌ طِوالٌ). اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 335632.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني