الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إنجاز طالب واحد لمشروع مشترك. هل يأثم به، أو يأثم بقية الطلاب؟

السؤال

يطلب منا مشاريع في الجامعة، ولكن نكون في فريق، وأحياناً بسبب كثرة المذاكرة، لا يعطي كل الفريق بالا لهذا المشروع، فيقوم شخص واحد فيهم بعمل المشروع كله بمفرده، ولكن هو راض عن ذلك، فهل يأثمون؛ لأنهم أخذوا درجات ليست من حقهم؛ لأنهم لم يشاركوا في المشروع؟
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي نراه أن الطلاب الذين لم يشاركوا بالمشروع هم الذين يخشى عليهم الإثم؛ لحصولهم على درجات لا يستحقونها بالغش والزور وخيانة الأمانة. وقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون (لأنفال:27) وقال سبحانه: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها (النساء:58) وقال عز وجل: والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون (المؤمنون:8) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أد الأمانة إلى من ائتمنك. رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود. وعدَّ صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانة من خصال المنافقين، فقال صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" رواه البخاري ومسلم. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا" رواه مسلم.
وأما الطالب الذي عمل المشروع، فلا يطالب إلا بعدم الغش، وشهادة الزور، فلا يشهد، ولا يدعي زوراً أن أحداً من زملائه شارك معه في المشروع! وإن سئل عن ذلك قال الصدق، ولم يكذب. وفي الوقت نفسه لا يسأل عن خطأ غيره، وغشِّهِ، ودعواه كذباً أنه قام بما لم يقم به. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] وقال سبحانه: {لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} [النساء: 84] قال الواحدي في الوجيز: أَيْ: إلاَّ فعلَ نفسك. على معنى: أنَّه لا ضرر عليك في فعل غيرك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني