الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز تسجيل شخص على سكن، من أجل الحصول على الإقامة، مرتبط بعدم مخالفة ذلك لقانون الإقامة.

السؤال

أعيش في دولة أوروبية، والقانون هنا يقول: إن أي شخص يريد الحصول على إقامة في البلد لا بد من تسجيل اسمه على سكن مستأجر، أو مملوك، وأنا لدي سكن مستأجر، ولدي عدد خمسة أفراد. على سبيل المثال، أنا وزوجتي مسجلان، وبقي 3 أفراد، لو قمت بتسجيل أشخاص يريدون الحصول على الإقامة مقابل مبلغ ألف يورو مثلا. هل في ذلك حرمة؟ علما بأن كل شخص يدفع عنه مبلغ للنظافة سنويا، وعلما بأني دفعت مبلغ تأمين للمالك، وأدفع إيجارا، وقمت بتجهيز السكن، لكن هذا الشخص لن يقيم معي، فقط أعطيه الأوراق التي يمكنه بها الحصول على إقامة، وإذا أراد أن يفعلها بنفسه عليه استئجار سكن خاص، وهذا ليس بسهل.
أفيدوني؟
السؤال الثاني: حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اقرأ، ورتل، وارتق، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
هل معنى ذلك إذا مات الإنسان وهو يقرأ آيات عذاب، تكون منزلته أنه يعذب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كان ما تقوم به مخالفا لقوانين حصول الإقامة في تلك الدولة الأوروبية، كأن تشترط تلك القوانين حصول المتقدم للإقامة على سكن يقيم فيه المتقدم.

فلا يجوز لك تسجيلهم في سكنك، ولا أخذ الأجرة عليه؛ لما فيه من الكذب، والتزوير، والأصل في المسلم أنه لا يكذب، إلا أن يكون في الكذب مصلحة شرعية جاء بها الشرع، كحديث: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فيقول خيراً، أو ينمي خيراً... الحديث رواه مسلم.

وإقامة المسلم في بلد غير إسلامي لا يعد من الضرورة حتى يباح له الكذب، وما فيه من المصلحة يمكن تحصليها في بلد آخر، وبطريقة لا كذب فيها، وبالتالي فإننا لا نرى رخصة للأخ السائل أن يزور، ويكذب من أجل الغرض المذكور.

وأما إذا كان ما يقوم به السائل غير مخالف لقانون الإقامة في تلك البلاد، كأن يكون الغرض من تسجيل الشخص في سكن ما، هو مراسلته عليه، ومعرفة مكانه، فالظاهر -والله أعلم- أنّه يجوز حينئذ أخذ الأجرة على ذلك.

وأما السؤال الثاني فليس الأمر إلى ما ذهبت إليه، بل إن قارئ القرآن كلما قرأ آية ارتقى، وهكذا إلى أن يقف الرقي عند آخر آية يحفظها القارئ.

قال الخطابي -رحمه الله- في معالم السنن: جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة، يقال للقارئ: ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن، فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جزءا منها كان رقيه في الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني