الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حديث: لا تقوم الساعة حتى ترضخ رؤوس... ضعيف

السؤال

ما صحة هذا الأثر؟ وما شرحه: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعًا: لا تقوم الساعة حتى ترضخ رؤوس أقوام بكواكب من السماء، باستحلالهم عمل قوم لوط؟
رواه الديلمي، انظر إتحاف الجماعة: 2246.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الحديث قد انفرد بروايته الديلمي في مسند الفردوس، قال محقق كتاب زهر الفردوس: لم أجد من أخرجه غير الديلمي، وإسناده ضعيف، فيه: إسماعيل بن عياش، صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم، وفيه إسماعيل بن عبد الله اللخمي، لم أجد له ترجمة، ومحمد بن عبد المؤمن لم أميزه. اهـ.

ومن المقرر عند العلماء أن مسند الفردوس من مظان الحديث الضعيف، كما قال العلوي في طلعة الأنوار:

وما نُمي لِ........ ومسندِ الفردوس ضعفه شُهر.

وقال الشيخ ابن عثيمين في كتاب: مصطلح الحديث: ومن مظان الضعيف: ما انفرد به العقيلي، أو ابن عدي، أو الخطيب البغدادي، أو ابن عساكر في تأريخه، أو الديلمي في مسند الفردوس، أو الترمذي الحكيم في نوادر الأصول -وهو غير صاحب السنن- أو الحاكم، وابن الجارود في تأريخيهما. اهـ.

وخلو دواوين الإسلام المعروفة المشهورة كالصحاح، والسنن، والمسانيد من حديث، قرينة بيّنة على ضعفه، كما سبق تفصيله في الفتوى: 358789.

والمعنى العام لهذا الأثر هو أنه يشتمل على الوعيد الشديد بالنسبة للذين يستحلون عمل قوم لوط، فلا تقوم الساعة حتى تنزل على هؤلاء كواكب من السماء، تكسر رؤوسهم.

وتُرضَخ بمعنى: تُكسَر، قال ابن منظور في لسان العرب: والرضخ: كسر الرأس. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني