الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يأثم غير القادر على كفاية كل حاجات عياله

السؤال

أنا متقاعد... ومريض، وعندي مشكل في الأعصاب، مما أثر علي في حركة اليد اليمنى، والرجل اليسرى، وتحت أخذ الأدوية أمشي بصعوبة، ومنحتي: 61 ألف دج، ويطلبون مني أن أعمل للمزيد من الدخل، لأن الطلبات أكبر من الأجرة، فرفضت، لأنني لا أستطيع، فهل ينطبق علي الحديث: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث المشار إليه هو ما أخرجه مسلم في صحيحه، من حديث خيثمة، وفيه: كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته.

وفي رواية لأحمد: قال مولى لعبد الله بن عمرو: إني أريد أن أقيم هذا الشهر هاهنا ببيت المقدس، فقال له عبد الله: تركت لأهلك ما يقوتهم هذا الشهر؟ قال: لا، قال: فارجع إلى أهلك فاترك لهم ما يقوتهم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت.

قال المناوي في فيض القدير: وهذا صريح في وجوب نفقة من يقوت، لتعليقه الإثم على تركه، لكن إنما يتصور ذلك في موسر، لا معسر، فعلى القادر السعي على عياله، لئلا يضيعهم. انتهى.

وبالتالي: فما دمت غير مستطيع، فلا إثم عليك -إن شاء الله تعالى- لأنك لم تتعمد تضييع عيالك، إن كان الراتب لا يكفي لكل الحاجات، وإنما يكون اللوم، والإثم على المقصر المتواني في السعي مع قدرته عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني