الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يطيع القائد العسكري الذي يأمره بالوقوف حتى يخرج وقت الصلاة؟

السؤال

هناك عسكري يقول له القائد "قف هنا ولا تتحرك "فلا يجب عليه أن يفعل أي شيء ولا أدنى حركة مدة طويلة وقد يكون قد أبطل الوضوء بالريح فماذا يفعل في الصلاة علما بأنه إدا تحرك يذهب إلى السجن الخاص بالعسكر

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى: 9812 بيان حكم العمل في الأماكن التي تؤدي إلى التهاون بالصلاة، أما ما يخص سؤالك فإنه يجب على هذا القائد أن يسمح لك بالذهاب لأداء الصلاة، وما يشترط لها من الطهارة وأن لا يمنع أحداً من أدائها، ومن منعه فلا تجوز له طاعته ولا الانصياع لأوامره، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان وغيرهما، ويجب عليك أن ترفع الأمر إلى من هو أعلى منه سلطة في عملك، وتبين لهم الحكم الشرعي في ذلك، وأنه ليس لهم الحق أن يمنعوك من أداء الحق الذي أوجبه الله عليك، واستعن بزملائك الذين قد يلحقهم ما لحقك فإن استجابت تلك السلطة لذلك وانحلت المشكلة كما ينبغي فالحمد لله، وإن لم تستجب لذلك فإن كان بإمكانك أن تؤدي الصلاة في آخر وقتها أو أن تجمعها مع الصلاة الأخرى إن كانت من مشتركتي الوقت، وهما الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، فلك فعلهما في آخر وقت الأخرى منهما تفادياً للضرر الواقع عليك بالسجن، وإن كان امتثال أمر هذا المسؤول عنك سيؤدي إلى إخراج الصلاة عن وقتها، فلا يجوز لك امتثال أمره بل يجب أن تتحرك للطهارة والصلاة، وعليك أن تستقيل من هذا العمل وتبحث عن عمل آخر تستطيع معه أن تطيع ربك وتمتثل أمره وتجتنب نهيه، واتق الله تعالى وسيجعل الله لك مخرجاً ويرزقك من حيث لا تحتسب، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (الطلاق: 2-3).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني