الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إيذاء المسلمين وسبهم فسق

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا معلم وحافظ للقرآن عمري 18 سنة ولكن إمام المسجد موضوع من قبل الأمن لكي يراقب المصلين وهو يسب دائماً علماء السنة وهو من الصوفيين وكوني أعمل في نفس المسجد لا أستطيع الكلام فهو يراقب كل من يعمل بالسنة النبوية من لحية وإزار ويبلغ عنهم بأنهم زنادقة وهم العكس والله يشهد على ذلك ولكني لا أستطيع عمل شيء تجاهه فما العمل والتصرف أرجو إفادتي وبارك الله لكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فسب المسلم فسق كما هو ثابت في السنة، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سباب المسلم فسوق. ويزداد إثم هذا الساب إذا كان موضوع السب علماء السنة، فقد مدح الله العلماء وبين فضلهم.

قال تعالى: [إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ] (فاطر: 28). وقال: [هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ] (الزمر: 9).

وفي سنن الترمذي وابن ماجه عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم.

وعليه، فواجبك أن لا تسكت على هذا المنكر الشنيع الذي يرتكبه هذا الإمام، وأن تغيره بقدر ما تستطيع. روى الإمام مسلم وأحمد وأصحاب السنن من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.

وإن كنت لا تستطيع تغييرا لهذا المنكر فلتترك العمل في هذا المسجد ولتبحث عن فرصة غيره، لأن الاقتداء بالإمام الفاسق مكروه، ومن أهل العلم من قال ببطلان الصلاة به. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. مع أنك إذا لم تتيسر لك فرصة أخرى فلا مانع من البقاء معه والإنكار بقلبك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني